السرعة في الكلام .. هل هي عرض جانبي للبروزاك؟
2015-12-13 02:16:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا صاحب الاستشارة رقم (2299211)، عندي بعض الأعراض الجانبية التي لم أقلها في رسالتي واستفساري عن بعض الأعراض من البروزاك 20 التي أجدها تسبب لي إحراجاً كبيراً، وهي:
عندما أكلم أحد أصدقائي أجدني متسرعا في الكلام، لدرجة أني أتخبط في نطق الحروف، ومخارج الحروف، وأجد أفكاري الصورية في خيالي تأتي سريعة، فأكون لا إرادياً متجاوباً بطريقة حديثي مع الناس السريعة، وأكون متلعثماً وأشعر أني متسرع في طريقة كلامي لا إرادياً.
كذلك تداخل شديد بأفكاري، وتسابق كبير، والتفكير بأكثر من موضوع في الوقت نفسه، والتفكير بالمستقبل، واختلاط الأمور إلى حد وجع الرأس.
أحياناً أحب أن أغير من وضعيتي، كي أتخلص من كل هذا التفكير، وأغمض عيني لكي أخفف من هذا القلق الغريب!
أجد الفرق الواضح في قلة استيعابي، والإرباك الواضح بدون سبب لأي شخص يحادثني، لأني أجد استيعابي قبل البروزاك كاملاً، أما بعد البروزاك أصبح بطيئاً نسبياً.
لا أعلم هل إذا وصفت لي دواء مزيلاً للقلق لا يزيد الوزن، وسريع المفعول تختفي هذه الأعراض أو لا؟!
أتمنى أن يكون هذا الدواء ملطفاً للأعراض، ونشاط البروزاك المنبهة الاستشعارية، ويزيد من تأخير القذف، ولا يؤثر على الانتصاب، ويرفع من مستوى التركيز الذهني الذاتي.
وصفت لي من قبل الفلوناكسول 0.5 وأنا أريد استخدامه مدى العمر، لا أعلم هل هو آمن للاستخدام؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على إثرائك لهذا الموقع وثقتك فيه.
أيها الفاضل الكريم: أتفق معك في أن الـ (بروزاك Prozac) قد يزيد من درجة اليقظة لدى بعض الناس، لكنه قطعًا لا يؤدِّي إلى الإرباك، ولا يؤدِّي إلى ضعف التركيز أو بُطئه، وحتى وإن كان هذا العرض ناتجاً من الدواء فهو عرضٌ مؤقت وعابر، فلا تزعج نفسه به أبدًا.
الـ (فلوناكسول Flunaxol) دواء رائع ودواء بسيط جدًّا، ودواء آمن جدًّا، وله عُدة استعمالات، بجرعات كبيرة يُستعمل لمرض الفصام (schizophrenia)، وبجرعات وسيطة يُستعمل لعلاج الاكتئاب، وكذلك الاكتئاب، وبجرعات صغيرة جدًّا - مثل الجرعة التي وصفناها لك - يُستعمل لعلاج التوتر والقلق.
أخِي الكريم: الدواء سليم، وحتى إن أردت أن تستعمله طُول العمر فليس هنالك ما يمنع ذلك، وإن كنت لا أؤيد أن يستعمل أي إنسان أي دواء مدى العمر إلَّا إذا كان ذلك بمتابعة ونُصح من الطبيب.
استعمله الآن، ابدأ بحبة صباح ومساء لمدة أسبوع، ثم حبة صباحًا لمدة أسبوع آخر، ثم توقف عن تناوله، لأن بعد الأسبوعين لن يكون هنالك أي أثر سلبي للبروزاك.
والرياضة يجب أن تكون مبدأً أساسيًا في حياتك، لأنها تُحسِّنُ التركيز، ذكرنا ذلك كثيرًا - أخِي الكريم علي - وإن شاء الله تعالى سوف تعطيه اعتبارًا أكبر في هذه المرة.
النوم الليلي المبكر -النوم ما بين صلاتي العشاء والفجر- هو أفضل أنواع النوم، ومن مُحسِّنات التركيز، ويُتيح للإنسان فرصة جيدة لأن يُحسِّنَ إدارة وقته؛ ليستشعر فعلاً أنه يستفيد من وقته وزمنه ويستمتع بحياته.
أخِي الفاضلُ علي: يحزنني كثيرًا حين أقرأ في خانة الوظيفة (عاطل)، لا، أنت لست بعاطلٍ، ويجب ألا تكون عاطلاً، هذا مهمٌّ جدًّا، فالعمل ضرورة، والعمل مهم لتطوير النفوس، وأن يحسَّ الإنسان بقيمته الذاتية الحقيقية، وأن يكون نافعًا لنفسه ولغيره، كما ذكرتُ ذلك سلفًا.
بالنسبة لآثار أو أعراض الأدوية: أرجو ألا تكون حسَّاسًا حولها، كل دواء له بعض الأعراض، لكن حين نُركِّز عليها هذا حقيقة يؤدِّي إلى ضررٍ كبير، فمثلاً الآثار الجنسية لهذه المجموعة من الأدوية - والتي تُسمَّى SSRIS - ومنها الـ (بروزاك Prozac) والـ (زيروكسات Seroxat) والـ (سيرترالين Sertraline) وخلافه، وُجد أن الذين يُركِّزون على الآثار الجنسية تزيد لديهم، أما الذين يتجاهلون فلا يحسُّون بذلك، أو إن حدث فيحدث بشكل مبسَّطٍ وعابر جدًّا.
أخِي الكريم: الدواء الذي تستعمله -إن شاء الله تعالى- سليم، وهو البروزاك، وأريدك أن تستفيد منه لأقصى درجة، وذلك من خلال: تفعيل إرادة التحسُّنِ لديك، إرادة التحسُّنِ إرادة مهمَّة جدًّا، ولا تأتي إلَّا من خلال الإصرار على الفعاليات، ومهما كانت المشاعر، مهما كانت الأفكار سلبية؛ فالأفعال يجب أن تكون إيجابية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.