الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلم وفقك الله أن الحسد لا يعشش إلا في نفس ضعيفة الإيمان والتقوى، ولأنه مرض من أمراض القلوب الخفية لا يشعر الإنسان به إلا وقد تطور وتمكن منه.
لذا فعلاجه يحتاج إلى صدق التوبة والعودة إلى الله، والاستقامة على دينه، وتقوية الإيمان، وإزالة أمراض القلوب بالتوكل على الله واليقين بما عنده وحسن الظن بالله، وهذا يحتاج إلى برنامج إيماني يومي، ورفقة صالحة تعينك على ذلك.
كما أن من أسباب الحسد ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، فالحاسد لا يرضى بما قدره الله له من خير، بل ينظر إلى ما عند الآخرين من خير، ويتمنى زواله لفساد طويته وقلة إيمانه، ولو رضي بما قسم الله له، وطلب من الله أن يرزقه الخير لأراح نفسه وأصلح حاله، لذلك ننصحك بتقوية إيمانك بالله سبحانه عموما، وبركن الإيمان بالقدر خصوصا، من خلال القراءة والاطلاع على أحكامه ولوازمه.
كما عليك أن تسعى في إصلاح فساد القلب وتطهير ما فيه من أدران وأمراض خفية، بكثرة التوبة والاستغفار والتسبيح والدعاء، والتضرع إليه سبحانه أن يصلح فساد قلبك، ومراقبة الله ومحاسبة النفس ومنعها من هذا الخلق، وتذكيرها بالله كلما حصل منها ذلك، وقطع التفكير فيها، والاستعاذة بالله من الشيطان، وعدم الاستطراد في تلك الخواطر السيئة.
كما ننصحك بترك الانزواء والانطواء في البيت، والتخلص منه بالبحث عن رفقة صالحة تعيش معها، وتساعدك على الاستقامة والبعد عن الأفكار السلبية، فإنها تتوارد على الشخص إذا انطوى على نفسه.
كما ننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والسماع إلى الرقية الشرعية، وتشغيل سورة البقرة في المنزل، واستمع إليها بنية الشفاء، ولا بأس بعرض نفسك طبيب نفسي ثقة؛ لمساعدتك على التخلص من أعراض الانطواء.
وفي كل الأحوال علاج حالتك يبدأ بقناعتك بتغيير نمط التفكير لديك ونمط الحياة، والأخذ بتلك النصائح والتوجيهات لتقوية إيمانك، وإصلاح نفسك، والأمر يحتاج إلى صبر وتدرج وعدم استعجال.
وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (
242313 -
2382779 -
2235551 -
2129424).
ويوفقك لما يحب ويرضى.