السؤال
لي أخ عاق لوالديه وخاصة أمه فهو يشتمها ويدعو عليها ويعاملهما معاملة سيئة، وهو أيضاً مع إخوته بنفس الطريقة ونحن الآن مقاطعون له ولا نكلمه، فهل من إثم، مع العلم بأنه بهذه الطريقة دائما أي يغضبنا ونسامحه ويرجع ثانيا يسبنا جميعاً وحتى يسب أزواجنا ولا يحب أولادنا، وبصراحة لا نعرف كيف نتعامل معه، وللعلم هو لا يصلي أو يصلي مرة في الأسبوع فقط، وأخلاقه سيئة جداً معنا، منذ زمن ونحن متحملون منه الكثير لأنه أخانا، ولكن الآن أصبحنا لا نطيق حتى رؤيته وأمه وأبوه غير راضيين عنه أبداً، فهل علينا إثم نحن إخوته وأبواه، هذا وللعلم حتى لو بدأنا معه بالصلح كالعادة فهو لن يتسامح معنا، ولكن سيسبنا ويثور في وجوهنا لأنه باختصار لا يحب إلا نفسه ولقد وصل الأمر إلى أن تدعو عليه أمه ويدعو عليه أبوه، بل ونحن أيضاً ندعو عليه كثيراً، فأرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هجر العصاة تراعى المصلحة في فعله أو تركه، فإن كان المهجور سيؤدي به الهجر للتوبة والرجوع عما هو عليه شرع هجره، وإلا فإن الأولى الصبر عليه ومواصلة نصحه مع الدعاء له، لعله يرجع إلى رشده كما صبر الأنبياء على أممهم ولم يهجروهم، واطلبوا النصح له ممن يمكنه التأثير عليه من الأئمة والشباب الملتزمين، والأفضل في الرحم الذي يؤذي أهله أن يصبروا ويحلموا ويدفعوا إساءته بالإحسان عملاً بقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}.
فإن خيف حصول الأذى منه فلا بأس بتجنب لقائه في بعض الأحيان طلباً لحصول السلامة من شره دون القطيعة التامة، ولا بأس أن تهددوه بالشكاية منه للسلطات إن طمعتم في تأثير ذلك عليه والسعي في رقيته أو علاجه علاجاً نفسياً.
وراجع في أهمية ووجوب بر الوالدين وفي علاج المنحرفين وفضل الدعاء لهم والسعي في هداهم وفي تأكيد إقام الصلاة، وفي المزيد عما تقدم الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69794، 65710، 57386، 55729، 13288، 76967، 69295، 65834، 54971، 48265، 47693، 65968، 52902، 76270.
والله أعلم.