الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستقامة على الدين واجب شرعي

السؤال

فضيلة الشيخ أريد منكم نصيحة وتوجيها. أنا مهندس تخرجت سنة 2003 وبقيت أبحث عن عمل سنة ونصفا، في هذه الفترة من الله علي بالهداية وعرفت الإسلام بعدما تربيت في أسرة بعيدة كل البعد عن الإسلام، ولضرب المثل أقول إنه لم يكن في بيتنا حتى المصحف فضلا عن معرفة شيء عن ديننا.المهم في فترة البحث عن العمل اهتديت وذقت حلاوة الإيمان وحفظت شيئا من القرآن، 15 جزءا. ظن أهلي ومعارفي أني استقمت وتوجهت إلى التدين فقط لأني فشلت في إيجاد عمل وظنوا أني بمجرد العمل سأعود إلى رشدي (كما يسول لهم جهلهم).المهم ولكي لا أطيل عليكم بعد أن ترسخ الإيمان في قلبي وجدت عملا في شركة القطارات وأُعطيت مسؤولية كبيرة في عملي وأصبح وقتي قليلا عكس ما كان عليه الحال قبل العمل، الحقيقة والحمد فقد حافظت على الصلاة في وقتها وعلى مجالس العلم لكن ليس لدي وقت كاف لمراجعة ما حفظت من القرآن وقد بدأت أنسى الكثير منه. وأحس بالحزن من أجل ذلك، لكن مع العمل ومسؤوليات البيت (فأنا متزوج قبل 6 أشهر) لا أجد الوقت لتعاهد كتاب الله.فما نصيحتكم لي من أجل الحفاظ على ديني واغتنام الوقت خاصة وأننا في بلدنا الظروف لا تساعد أبدا ودائما تجد نفسك وحيدا حينما تتعلق الأمور بالدين والاستقامة.فمن جهة إعفاء اللحية فأنا مضايق من الجميع وخاصة وأن عمل المهندس يستلزم في نظر الناس أن يكون المهندس أنيقا جميلا (حليق اللحية) فدائما أجد نفسي غريبا في الاجتماعات ولا أجد من أتفاهم معه... أنتم تعرفون القصة ولا داعي لأطيل عليكم.بارك الله فيكم وفي علمكم ولا تبخلوا عني بنصائحكم وتوجيهاتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك على ما أعطاك الله من التدين والاستقامة وحفظ القرآن ونسأل الله لك الثبات والمزيد من الخير، ونفيدك أن الاستقامة على دين الله وعدم الاستجابة للضغوط وعدم المجاملة في ذلك واجب شرعي، ويجب كذلك الحفاظ على ما حفظت من القرآن لما في عدم تعهده من حصول التفلت والنسيان، وقد عدد بعض اهل العلم نسيانه كبيرة نظرا للأحاديث الواردة فيه، فأعط وقتا للمراجعة والأفضل آخر الليل والصباح، واحرص على قراءة نصف حزب عند كل صلاة بين الأذان والإقامة، واستعن بسماع القرآن من الأشرطة في السيارة.

وراجع في الوسائل المساعدة على مراجعته وفي ضرورة إعفاء اللحية والوسائل المساعدة على الاستقامة وفيما يساعد على هداية الأهل الفتاوى التالية أرقامها: 59016، 62200، 98447، 93474، 76368، 76270، 43675.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني