السؤال
أنا فتاة تبلغ 15 عاما أسكن في إسرائيل وأنا عربية مسلمة قبل عام ونصف تعرفت عن طريق الإنترنت على شاب حسن الخلق والمظهر بدأنا نتعرف وأُعجبنا ببعصنا البعض واتخذنا قراراً بأن نكمل هذا المسار حتى النهايه لأننا نريد بعضنا وحتى الآن أنا أحبه لدرجه الجنون، أنا فتاة محجبة ومقيمة لصلواتي أرسلت له صوري أنا شقراء وشكلي يثير الفضول في بلدي لقلة الشقراوات لكنني سترت جمالي لأسباب دفعتني لذلك وعندما رأى الصور أراد أن يرى شعري فلم أقبل فلكي يستغل نقطة ضعفي أنني أحبه قال لي أنت قلت أنه محرم علي رؤية شعرك وأنت لا تعرفين أنه حرام أن نتكلم عبر الإنترنت أصلاً، لكن ما الحرام وأنا أحبه ولا أريد أي إنسان سواه أنا بحاجة لأي مساعدة من أحد يفهم شرائع ديننا أنا لا أريد سواه وأريد بناء مستقبلي معه هو قال إنك أنت لي فلا يهم أن رأيت شعرك قلت له صحيح، ولكن أنت محرم علي ولا يجوز لك ذلك، أمي وأبي وإخوتي الكبار يدرون بهذه العلاقه وهم يضعون ثقتهم بي لأنني فتاة أوعى من سني وأنا دخلت هذه العلاقه بنية صافية ولا تستغربون إن قلت أنني أستطيع أن أصبر وأتحمل حتى النهاية، ولكنني لا أفهم هل إن كنت أحبه وأريده حرام علي أن أتكلم معه عبر الإنترنت بنية صادقة وصافية؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
لا يجوز إقامة علاقة صداقة بريئة مع ذلك الفتى أو غيره عن طريق الإنترنت أو غيرها فكل ذلك محرم، ووسيلة للوقوع فيما هو أعظم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب عليك قطع تلك العلاقة الآثمة معه فوراً ولو كانت بنية الزواج، لما بيناه في الفتوى رقم: 10522، والفتوى رقم: 11507.
ولا يجوز لك محادثته وإقامة أي علاقة معه في الإنترنت أو غيرها، وإن كان صادقاً ويبغي الزواج منك حقاً، فعليه أن يسلك السبل الصحيحة لذلك فيطلبك عند ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح صحيح، ولا حرج في رؤيته لك عند الخطبة، بل يستحب له ذلك لأنه أدعى للألفة، وقد بينا ما يحل للخاطب نظره من المخطوبة في الفتوى رقم: 5814 .
والذي ننصحك به هو قطع تلك العلاقة مهما كان غرضها وطبيعتها لما قد تؤدي إليه من المفاسد العظيمة، فالشيطان قد يستدرجك بها إلى ما هو أعظم، فإنه يوم أزل أبوينا وأخرجهما من الجنة قاسمهما إنه لهما لمن الناصحين، فالنجاة من غوايته إنما تكون بالحذر منه وقطع الأسباب التي قد يتسلل منها إلى المرء، والفتى إن كان صادقاً في دعواه عليه أن يبرهن على ذلك بطلب يدك من ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي. وإلا فهو كغيره من الأدعياء الذين يمتهنون تلك الأمور للوقيعة بالغافلات المؤمنات. فالحذر الحذر من أولئك ومن شر تلك الوسائل، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، ويرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وتسعد به نفسك، ويطمئن إليه قلبك، ويعفك عن الحرام؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.