الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في شركة أبحاث من عملها خدمة البنوك الربوية

السؤال

أعمل في شركة أبحاث كباحث، ولسنا متخصصين في مجال واحد، بل نخدم جميع أنواع الشركات لكن من هذه المجالات هي البنوك بعضها إسلامي وبعضها ربوي للأسف الشديد، فعملنا هو دراسات عن أشياء وخاصيات معينة عن البنك وعملائه وجودة الخدمة والخدمات التي يقدمها البنك عن طريق مقابلات شخصية مع العملاء حيث نسألهم عن آرائهم وشعورهم ناحية هذا البنك، فما حكم العمل لهذه الشركة، علما بأني ملتزم والحمد لله وقد التحقت بهم منذ فترة قصيرة 20 يوما، وللعلم بأني لا أستفيد من أي دراسات أقوم بها لتلك البنوك من حيث المادة أو غيرها، وأيضا للأسف أانا في حالة مادية سيئة جدا ولا أستطيع أن أتركهم الآن، فالرجاء النصيحة؟ جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعمل في شركة الأبحاث هذه جائز بشرط أن يكون المجال الذي يبحثه الباحث لا يخدم الشركات التي تعمل في الحرام كالبنوك الربوية ونحوها، لأن إعداد بحث يستفيد منه البنك الربوي في تطوير عمله وتلافي نواحي القصور في أدائه، يعد من باب الإعانة على الإثم.

وقد نهى الله تعالى عن ذلك فقال: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وسواء أخذ الباحث على بحثه آجراً أو قام به مجاناً، فكل ذلك غير جائز لوجود المعنى المهني عنه في الحالين، وعليه فلا مانع من الاستمرار في العمل بهذه الشركة لأن أصل عملها مباح، لكن إن طلب منك إعداد بحث يخدم بنكاً ربوياً أو أي جهة أخرى ذات نشاط محرم، فلا يجوز لك تلبية هذا الطلب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني