الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقوع الزوج في الفاحشة هل يلزم منه وقوع امرأته فيها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
يا شيخ لو سمحت هل يمكن أن أعرف ما معنى الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك... لأني أنا عصيت الله سبحانه وتعالى كثيرا وفعلت هذه الأشياء كثيراً، ولكن والله كان برغبتهم وفي بعض الأحيان يكون مقابل مبلغ من المال يعني هذا عملهم وأنا الله يعلم كم أنا ندمت على كل ما فعلت، ولكن السؤال الآن: أنا مرتبط ببنت خالي ولكن أخاف أن أظلمها معي لأني غير مقيم خارج بلدي وأجلس بعيداً عن بلدي في كل سفر سنتين ولا مجال أن أقللهم لأنكم تعرفون المعيشة الآن كم هي غالية، والحياة كم هي صعبة، وكل واحد الآن يجري وراء لقمة العيش وأنا الآن ثقتي في النساء شبه معدومة وأخاف عندما أتزوجها أن أشك فيها، وتكون الحياة بيننا في شك مستمر لما أراه في البلاد التي أذهب إليها من النساء، الله يستر علي نساء العالمين، ولكن أنا الآن يا شيخ سؤالي هو: إذا تزوجت بنت خالي أو غيرها هل لابد أن يحدث هذا معها أم لا بسبب ما فعلته أنا بكل النساء التي فعلت معهم هذه الأشياء أم لا، وأرجو منك يا شيخ الرد سريعاً لو سمحت... لأني في حيرة من هذا الأمر وأخاف أن أتزوج ويحدث مع زوجتي الذي فعلته مع بعض النساء من معاشرة جنسية، فأرجو يا شيخ أن لا تهمل رسالتي والرد علي بأسرع وقت ممكن؟ وجزاك الله كل خير آمين يا رب العالمينومع العلم يا شيخ بعد الزواج سوف أسافر إلى إحدى الدول لأن عملي هناك ولا مجال أن آخذ زوجتي معيوسأسافر عنها لمدة سنتين، ولا يمكنني أنزل قبل هذه المدة، لأن الراتب الحمد لله يكاد يكفي وإذا نزلت عل سنة واحدة تكون التذكرة على حسابي والتذكره ثمنها ما يعادل 4000 جنيه مصري، ولكم مني جزيل الشكر...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا معنى تلك الآية في الفتوى رقم: 5662، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً وتعلم أنك قد وقعت في كثير من الموبقات والمهلكات وتجرأت على الله وفرطت في جنبه بانتهاك حرماته وتعدي حدوده، ولمعرفة شروط التوبة الصادقة انظر الفتوى رقم: 5450.

وإذا أردت الزواج من بنت خالك حقاً فلا حرج عليك في ذلك إن تبت إلى الله تعالى مما كان منك سابقاً، ولا ينبغي أن تسيء الظن بها أو تفقد الثقة بنساء العالمين، فالطاهرات والعفيفات كثيرات، ولا يلزم من وقوعك أنت في ذلك وقوعها هي أو من ستتزوج بها فيه، قال الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، ولعلك تقصد ما نسب إلى بعض أهل العلم مما بنوه على آثار ضعيفة أو موضوعة لا تصح، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 63847، والفتوى رقم: 20826.

وإذا تزوجتها فليس لك الحق في أن تغيب عنها تلك المدة دون إذنها ورضاها إلا إذا كان ذلك لظروف لا تستطيع التغلب عليها حقيقة، لما بينا في الفتوى رقم: 22429.

والذي ننصحك به ألا تمكث عنها تلك المدة أو أكثر ولو رضيت لما في ذلك من تعريض نفسك وتعريضها للحرام، وإنما تحاول أن تأخذها معك حيث تقيم أنت أو تبحث عن شغل حيث تقيم هي وسيجعل الله لك من بعد عسرك يسراً ويرزقك من حيث لا تحتسب، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني