الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة الصادقة ميلاد جديد تغسل دنس الذنوب

السؤال

أنا فتاة مسلمة ولكني وقعت في الخطأ ومارست الزنا مرات ومرات عديدة حتى لا أتذكر عدد المرات مع شخص قال إنه يحبني وأحببته مع الإشارة إلى أنني ما زلت فتاة بكرا أي أنه لم...، كل مرة كنت أبكي وأنا أفعلها ولكن كان يصر وفي الآخر أستسلم، حاولت مراراً أن أتوب ولكن... اليوم أقدمت على التوبة وقلت لذلك الشاب أني لا أود علاقة حب محرمة وإن أرادني فليأت لخطبتي ولكن أهله رفضوا فقلت له اذهب، أنا لدي خطاب كثيرون ولكن أولا كل مرة أفكر في عذاب الله أخاف مع أنني لم أعد أمارس ما ذكرت وتبت، ولكن أخاف إذ أن الله يمهل ولا يهمل وأخاف من الفضيحة وانتقام الله والعياذ بالله واليوم أحاول جادة أن أكون جيدة مع أنني أرى نفسي مقصرة وأيضا أخاف من الزواج في المستقبل إذ أنه مع أنني بكر ولكن أفكر أنه كيف أخدع من يتزوجني وأكذب عليه إذ أنني أعرف أنه لا يمكن لشاب أن يقبل بي إذا عرف مني أنه كانت لي علاقة جنسية أخاف من الكذب مع أنني أفكر أنه إني ما زلت بكراً، فهذا من فضل الله علي وهي ربما إشارة أو فرصة منه ليرى ماذا أفعل فماذا أفعل أرشدوني؟ جزاكم الله خيراً وقولوا لي ماذا أفعل كي لا أقع في الرذيلة مرة أخرى وأبدأ حياة جديدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، ويتقبل توبتك ويتجاوز عنك ويثبتك، ونخبرك بأن هذا القرار الذي اتخذته قريباً ليس قراراً عادياً بل هو ميلاد جديد، فإذا كان يوم خروجك من بطن أمك هو ميلاد حياتك على الدنيا فإن يوم توبتك الصادقة هو ميلاد حياتك في دنيا الإيمان والطهر والعفاف، فليكن همك الآن وهدفك هو الحفاظ على هذه الحياة الجديدة فالحفاظ عليها أهم من كل شيء.

وإذا كانت التوبة ميلاداً جديداً تمحو ما سبقها من ذنوب ومعاصي وآثام، فلا حرج عليك في عدم تذكر ما قبلها، ولا يجوز لك إخبار أحد بما سبقها، ولا تكونين بذلك كاذبة ولا مخادعة فإن التوبة تجب ما قبلها، والعبد مأمور بأن يستر نفسه، ولا يجاهر بمعصيته لله تعالى فكيف وقد تاب منها، وفقك الله وثبتك على دينه وطاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني