السؤال
هل يحاسب الآباء على ما يسببونه للأبناء من عقد نفسية، أقول هذا لأن لي صديقة تعاني حالة من الضياع النفسي بسبب والديها فرغم مستواها التعليمي العالي وإيمانها القوي فهي غير قادرة على الخروج من هذه الحالة التي تمنعها من المضي قدما في حياتها، سأحكي لكم قصتها:هي ذات 31 عاما أسرة تتكون من 4 بنات وولد، أتموا دراستهم كلهم بنجاح،الأب والأم منفصلان رغم سكنهم في بيت واحد ضيق،الأب في غرفة،الابن في غرفة والأم والبنات في غرفة،الجميع لا يتحدث مع الأب ما عدا صديقتي وأختها الكبرى أحيانا، الأب يدفع مصاريف الكهرباء والماء فقط عقابا لأبنائه الذين وقفوا مع أمهم ضده، الأم تدلل الابن لحد العبادة ليكون سندها ضد زوجها(وصل به الأمر إلى أن ضرب أباه)، فهو لا يفعل شيئا سوى النوم طول النهار ومشاهدة التلفزيون (المتواجد بغرفة البنات) طول الليل وعندما ينهض فهو يحظى بأفضل الأكل كما ونوعا وصديقتي رغم أنها تساهم بالقسط الأكبر في المصاريف (لأن راتبها هو الأكبر) إلا أنها لا تحظى إلا على الفتات وإذا تكلمت تقول لها اذهبي واشتري فإن لك نقودا وهذا كله لأنها لا تدلل ابنها العزيز كما ينبغي ولأنها لم تقاطع أباها، وفي كل مرة تقوم مناوشات بسبب هذا الموضوع بين صديقتي وأمها ليتدخل الإخوة الباقون ويقومون بضربها وصديقتي بسبب خوفها من الله تتمنى البر بوالديها لكن أمها لا تدع لها مجالا لذلك بظلمها، وفي كل مرة تجاهد نفسها لتنسى ما مضى وتقوم بمعالجتها وشراء الملابس لها والمساهمة بالقسط الأكبر من المصاريف لكن في كل مرة العودة إلى نقطة الصفر فالأم مصرة على ظلمها وصديقتي غير قادرة على تحمل هذا الظلم من أمها (حتى إنها رفضت تزويجها لتقوم باستغلالها) وأكثر ما يحزنها هو كلمة عاصية الوالدين التي تستعملها أمها كل مرة. فصديقتي رغم حسنها وطبعها الهادئ والاجتماعي أصبحت مضطربة ومشوشرة وعدوانية وانزوائية، مرعوبة من المستقبل، لا تتمنى خاطبا لأنها تستحي من عائلتها المفككة وتخاف من معايرة زوجها لها، والأب لا يحرك ساكنا لما يجري في بيته. إني خائفة على صديقتي من الجنون فهي بسبب ورعها غير قادرة على أن تفعل ما يضرها أو يضر شرف عائلتها. فما عساكم تقولون لها؟