السؤال
زميل عزيز جداً اتصل بي من الولايات المتحدة الأمريكية التي ذهب إليها حديثاً ليعمل في مجال الطيران (مهندساً)
قال إنه يواجه مشكلة في الصلوات التي تصادف وجوده في مكان العمل(الظهر والعصر) حيث لا يجد وسيلة للوضوء ولا للصلاة حيث إن الورش غير مهيأة لذلك تماماً وقد وجد أحد المسلمين وهو سائق بنفس المكان وجده يصلي في
مقعد قيادة العربة. والآن هو يفعل نفس الشيء وبالنسبة للوضوء يضطر للمحافظة على وضوءه وأحياناً يصلي بعد العودة إلى مكان سكنه البعيد عن مكان العمل. فمن لديه علم أن يفتينا ومن لديه وسيلة لسؤال الثقات فلا يبخل علينا.وهل يجوز له أن يجمع الظهر والعصر تقديما أو تأخيرا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة عن السؤال نذكر السائل وغيره بأن رأس مال المسلم هو دينه، وهو مصدر سعادته، فإذا سلم له دينه فهو بخير، وإن خسر دينه فذلك الخسران المبين. ومن هنا قرر أهل العلم عدم جواز الهجرة من بلاد المسلمين إلى بلاد غير المسلمين لمن لا يستطيع أن يقيم شعائر الدين ، إضافة إلى ما يترتب على الإقامة بين ظهراني الكفار من محاذير جسيمة ومخاطر عظيمة سنحيل عليها في آخر الفتوى.
أما فيما يتعلق بالصلاة فلا يجوز تأخيرها عن وقتها لغير عذر معتبر شرعا. والانشغال بالعمل ليس عذرا يبيح تأخير الصلاة عن وقتها؛ لذا فإن على زميلك أن يحافظ على صلاته في وقتها، فإن وجد الماء توضأ وصلى، وإلا تيمم وصلى، ولا يؤخر الصلاة عن وقتها. وإذا كانت صلاته في العربة تعني أنه يصلي قاعدا لم تصح صلاته لأن القيام في الصلاة ركن من أركانها، لا يسقط عن المستطيع بأي حال، وتجب إعادة الصلوات التي أداها قاعدا لأنها ناقصة الأركان. أما فيما يتعلق بالجمع فإن كان في عدمه مشقة فقد أجاز بعض أهل العلم الجمع بين الظهرين والعشاءين تقديما وتأخيرا لأجل المشقة، كما هو مذهب الحنابلة، ومن المشقة المبيحة للجمع عندهم التضرر في معيشة يحتاجها بترك الجمع. ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 2007،103900 ،10767 ،68473 ،65273 .
والله أعلم.