السؤال
أنا شاب متزوج من سنة ونصف وأعمل بالخارج .. لم أؤسس سكن الزوجية في بلدي حتى الآن وأنوي تأسيسه إن شاء الله العام القادم .. بالنسبة للأثاث كان متفقا على أشياء أشتريها أنا وأشياء تشتريها أم العروس .. ولكن أم العروس لا تملك المال الكافي لشرائها .. فكنت أنوي أن أدفع أنا المال لها كي تشتري باقي الأثاث دون علم والدتي .. ولكن والدتي قالت لي في يوم من الأيام إنها لن تسامحني يوم القيامة إذا دفعت لوالدة زوجتي المال من ورائها كي تشتري العفش. ولكني إذا قلت لها سيحدث الكثير من المشاكل ..فانصحني بالحل بالله عليك .. هل إذا خبأت عن والدتي هذا .. فليس على شيء وسيسامحني الله .. أم يجب أن أطيعها وأقول لها وأجلب المشاكل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي أن مسألة ضبط ما يجب طاعة الوالدين فيه وما لا يجب مسألة عسرة حتى قال فيها الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله: إلا أن ضبط الواجب من الطاعة لهما والمحرم من العقوق لهما فيه عسر. انتهى
وقال سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله: لم أقف في عقوق الوالدين وفيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمده، فإنه لا يجب طاعتهما في كل ما يأمران به وينهيان عنه باتفاق العلماء..الخ
ومسألتك من هذا القبيل، فإن العمل لما فيه مصلحتك وإتمام أمر زواجك والتعاون مع أهل زوجتك عليه أمر مطلوب وحسن؛ لقوله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى {المائدة:2}
كما أن إرضاء الوالدين واجب شرعي به ينال رضى الله تعالى؛ كما في الحديث: رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
لكل على أي حال أن أمكنك أن تقنعها بما تريد فعله وأن فيه المصلحة لك وأن الأصل أن تأسيس بيت الزوجية إنما هو على الرجل لا المرأة فافعل وحاول أن ترضيها وتهدي إليها بقدر من المال فلعلها تغار عليك كما تغار النساء، فإن تم ذلك واقتنعت ورضيت صنيعك فبها ونعمت، وإن لم يمكنك ذلك وكان إتمام الزواج متوقفا على هذا الأمر، فالأقرب فيما نرى أن تساعد زوجتك وأهلها مع تفادي علم أمك بذلك كيلا يحزنها.
وحينئذ حاول أن توصل إليهم المال بطريق غير مباشر ليمكنك استعمال التورية إذا احتجت إليها لتنفي إعطاءك المال قاصدا يدا بيد ونحو ذلك.
والله أعلم .