الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصميم دليل هاتف يحوي أرقام شركات محرمة

السؤال

أنا أعمل مصمم مواقع إنترنت في شركة برمجيات وتصميم مواقع .. أهم خدمة تقوم بها الشركة هي خدمة دليل التليفون على الإنترنت وعلى أسطوانات .. وبالطبع يوجد من بين الأرقام أرقام مؤسسات وبنوك ربوية وشركات مشروبات تصنع أو تبيع من ضمن ما تبيع الخمور بالإضافة إلى ملاهي ليلية وديسكو وسينما ومسرح وآلات موسيقية .. إلخ ..
الخدمة التي نقوم بها يوجد بها شوائب كما ذكرت ولكن الغالبية العظمى بالطبع من الأرقام ليس بها شيء ..
هل يجوز أن أشارك في عمل هذا الموقع ؟ .. مع العلم أني أظن أن هذه الأرقام لن يستطيع مديري حذفها من الدليل فهي أرقام موجودة بالفعل وكل هذه الأشياء مصرح بها في مجتمعنا وليس من سلطة المدير إخفاؤها من الدليل .. وأظن أنه لو قام بهذا فقد يتم إنهاء التعاقد معه من قبل هيئة الاتصالات إن لم يدرج جميع الأرقام .. ونحن الشركة الوحيدة المتعاقدة على تنفيذ الدليل بالكامل ..
أرجو من حضراتكم سرعة الرد حيث إننا الآن نقوم بتطوير الموقع ولم يبق منه سوى القليل جدا وكنت من قبل أتبرأ من أي شيء فيه شبهة كلما رأيت مؤسسة أو مكان مثل الأماكن المذكورة بأعلى في قاعدة بيانات الموقع .. لكني توقفت عن تكملة الموقع الجديد وأخبرت مديري أني لن أعمل في هذا الموقع على الإطلاق حتى يفتيني أحد العلماء الثقات في هذا الأمر ..
جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الأمر على ما ذكرت من أن هذا الموقع الذي تقوم بتصميمه يتضمن الدلالة على أرقام مؤسسات وبنوك ربوية وشركات مشروبات تصنع أو تبيع الخمور وغير ذلك من أماكن المنكرات التي ذكرتها بسؤالك فلا يجوز لك العمل في تصميم هذا الموقع لأن في هذا إعانة على المنكر، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2} ولعلك إذا اتقيت الله يعوضك خيرا مما تركت. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3} وثبت في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك الله خيرا منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني