السؤال
سؤالي هو أنا طالب أدرس في أستراليا ومغرم بالتمويل الإسلامي ولي رغبة كبيرة في أن أحدث نقلة نوعية فيه لكن كما تعلمون حتى أحصل على الخبرة لا بد أن أتدرب في المؤسسات المالية الربوية الكبيرة ولكن الهدف هو أخذ الخبرة لنفع المالية الإسلامية ما رأيكم في هذا العمل في البنوك الكبيرة الربوية لهدف الخبرة..
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
معلوم أن الربا من أكبر الكبائر، والعامل فيه مؤذن بالحرب مع الله ورسوله، والرغبة في خدمة الدين لا تبرر الوقوع في الإثم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن رغبتك في إحداث نقلة نوعية في التمويل الإسلامي تدل على إخلاص للدين ورغبة في خدمته.
ولكنه من المعلوم أن الربا من أكبر الكبائر ومن المحادة والمحاربة لله رب العالمين، كما قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم. {البقرة: 278-279}.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء.
والمتدرب في المؤسسات الربوية لا يخلو من أن يكون آكلا للربا أو موكلا له أو كاتبا أو شاهدا، وقد علمت أن هؤلاء جميعا سواء في الإثم.
وعليه، فلا نرى أن رغبتك في خدمة الدين يمكن أن تبرر الوقوع في هذا الإثم؛ لأن الله تعالى لا يعبد إلا بما شرع، ويغني عن ممارسة الأمر الحرام أن تدرس تلك النظم نظريا دراسة معمقة ثم تطبقها في المؤسسات المالية الإسلامية.
والله أعلم.