السؤال
ما حكم طاعة صاحب العمل في إنكار حق الغير، حيث إنني أعمل محاسبا أكثر من 15 عاما والمعروف أن المحاسب مطالب دائما بالتزامات الغير حتى يتم عرضها علي صاحب العمل، المشكلة أن معظم أصحاب الأعمال ينكرون ويتلذذون في ذلك إلا من رحم الله، ما دور المحاسب في ذلك الأمر وهل عليه من شيء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فان السؤال غير واضح ولكن نقول إن المحاسب مطالب شرعاً بما تقتضيه مهنته وبما يقتضيه عقد العمل بينه وبين المؤسسة التي يعمل فيها، فعليه أن يبذل الجهد في سبيل القيام بما ائتمن عليه حتى لا يعد خائناً، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، وقال صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه مسلم.
وطاعة رب العمل إنما هي في مقتضى ما يلزمك من عمل إذا كان مشروعاً، وليس من ذلك الشهادة بالزور لإنكار حق الغير، فإنها كبيرة من الكبائر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.. وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت. رواه البخاري ومسلم.
وعلى هذا فإن عليك أن توثق المعاملات مع أصحاب الأعمال بحيث يحول ذلك دون إنكارهم، ولا يجوز لك أن تنكر حق الغير.
والله أعلم.