السؤال
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد قال : (قلت لسلمة على أي شيء بايعتم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قال على الموت). رواه البخاري، ما معنى الحديث وما هي الحكمة وجزاكم الله خيرا
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم عن يزيد قال : (قلت لسلمة على أي شيء بايعتم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قال على الموت). رواه البخاري، ما معنى الحديث وما هي الحكمة وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث معناه أن الصحابة رضوان الله عليهم قد بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية على الصبر على مواجهة عدوهم وعدم الفرار، فإما الظفر بالعدو وإما الشهادة في سبيل الله.
ففي شرح النووي لصحيح مسلم: بايعناه يوم الحديبية على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت ) وفي رواية سلمة أنهم بايعوه يومئذ على الموت وهو معنى رواية عبد الله بن زيد بن عاصم وفي رواية مجاشع بن مسعود البيعة على الهجرة والبيعة على الإسلام والجهاد وفي حديث ابن عمر وعبادة بايعنا على السمع والطاعة وأن لا ننازع الأمر أهله وفي رواية عن ابن عمر في غير صحيح مسلم البيعة على الصبر قال العلماء هذه الرواية تجمع المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات فالبيعة على أن لا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل وهو معنى البيعة على الموت أي نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت لا أن الموت مقصود في نفسه وكذا البيعة على الجهاد أي والصبر فيه والله أعلم. انتهى.
وأخذه صلى الله عليه وسلم البيعة منهم على الصبر في لقاء العدو ولو أدى ذلك إلى الموت لتأكيد الأمر كما جرت بذلك عادته صلى الله عليه وسلم في أخذ البيعة منهم جميعا أو من بعضهم في مناسبات متعددة فقد بايعهم على السمع والطاعة وبايعهم على أن لا يسألوا الناس شيئا وبايعهم على الهجرة قبل الفتح وبايعهم على غير ذلك، وقد ظهر بجلاء صدق إيمان الصحابة رضوان الله تعالى وتمكنه في قلوبهم ورغبتهم في الجهاد في سبيل الله تعالى وفداء الإسلام بأرواحهم وأنفسهم رضوان الله تعالى عليهم جميعا.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني