السؤال
يا شيخي: أمي موظفة منذ أن تزوجت من أبي وكان دائما يأخذ راتبها برضاها وكانت تظن أنه يشتري حوائج للبيت وينفق عليه، ولكن بعد 15 عاما من الزواج ذهب والدي وتزوج واحدة أخرى بعمر أولاده وتبين فيما بعد أنه طوال هذه السنوات يأخذ الراتب ويشتري أغراض البيت بالدين، وأما الآن فهو يعاملنا أسوأ معاملة وكل شهر يخاصم أمي ويضربها ويشتمها ويشتم أهلها ووالدها الميت ويعاتبنا لماذا لا نداعب أولاده من الأخرى فنحل القضية في كل شهر بأن تعطيه أمي مبلغا من المال، مع العلم بأنه موظف مثلها ولكنه أخذ قرضا من البنك للزواج وقرضا للبناء وكانت أمي قد تداينت من أختها مبلغا من المال فأخذه واشترى به بعض مواد البناء، كما أنه كلما تحدثت أمي بأي كلمة معه فإنه يقول لها اذهبي إلى بيت والدك وهي تريد أن تبقى من أجلنا فقط ومرة جاءه الدائنون يطالبونه بدينهم فذهب إلى أختي المتزوجة وطلب منها أن تبيع ذهبها وتعطيه لكي يسدد الدين وهي لم تعطه لأنها وزوجها أعطوه مرات عديدة لكنه لم يسدد شيئا منها، ودائما يقول أنا راتبي مخصوم ومنذ أن تزوج الثانية لم يعط والديه أية فريضة ومرة كسر يد والده المسن من أجل أرض، فماذا نفعل يا شيخي؟ جزاك الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من حق والدك أن يأخذ راتب أمك أو أي شيء من مالها بغير طيب نفس منها، ولا يجوز له إساءة معاملتها بالضرب والشتم، لقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، كما أن من حق أمك عليه أن ينفق عليها ويسكنها ولا يجوز له أن يخرجها من البيت، لأن السكن من النفقة هذا فيما يتعلق بأمك، وكذلك يحرم على الوالد الإساءة إلى أبنائه وأخذ المال منهم دون حق، وليس في رفض أختك حرج في عدم إعطائه ما طلب لأن هذا من الإضرار بالابن في ماله وليس للأب ذلك، كما أن عقوقه لوالده وتعديه عليه من كبائر الذنوب وعظائم الآثام، نسأل الله تعالى أن يتوب عليه، وأن يلهمه رشده وننصحكم تجاهه بما يلي:
- النصح له وتذكيره بالله عز وجل وتحذيره من عقابه وسخطه.
- معاملته بالحسنى وطاعته في المعروف وبره والإحسان إليه.
- لا بأس من منعه وحجزه عن ظلم والدتكم، لأن هذا من البر به.
- إذا أرادت والدتكم أن ترفع أمره إلى الجهات المسؤولة لرفع الضرر عنها فلا حرج عليها في ذلك.
- الدعاء له بالهداية والتوبة قبل الممات.
- ينبغي التلطف مع أولاده من زوجته الثانية لأن هذا من المعروف.
والله أعلم.