السؤال
أسأل العلماء أن يطلبوا من الشباب حل مشاكلهم الشخصية، بدل أن يطلبوا منهم حل مشكلة كبيرة مثل القدس، أو الجهاد للتوسع في الفتح الإسلامي.
فكيف ذلك وهو لا يستطيع أن يحل مشكلته؟
بالله عليكم أفيدوا الشباب، بدل الطلب منهم أن يحملوا هما فوق همهم، ولكن من المعقول أن نحل مشاكلهم أولا.
بالله عليكم ركزوا على الشباب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مشكلات الشباب الشخصية أكبر من أن يحلها العلماء بمفردهم، وإنما هي مسؤولية حكومات، ومسؤولية الشباب أنفسهم وأوليائهم، وقد يكون سبب كثير منها هو بعدهم عن الله، وتفريطهم في الالتزام بشرعه.
ومن واجب العلماء التنبيه على مواطن الخلل والقصور، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر في شتى مجالات الحياة.
واعلم أنه لا تعارض بين السعي في حل مشكلات الشباب الشخصية، وبين توجيههم إلى العمل للدين، وبذل المال والنفس لأجل ذلك، فإن هم المسلم واحد، وغايته محددة، ألا وهي رضا الله عز وجل.
وفي سنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم عن ابن مسعود قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: من جعل الهموم هما واحدا -هم المعاد- كفاه الله هم ديناه. ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله -عز وجل- في أي أوديته هلك. صححه الألباني.
والله أعلم.