الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (ترجعونها إن كنتم صادقين)

السؤال

الآية 87 من سورة الواقعة لماذا لم يقل الله فارجعوها بدل ترجعونها؟وكذلك في سورة يوسف: يوسف أعرض عن هذا. لماذا لم يذكر الله -عزَّ وجلَّ- حرف النداء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمعنى قول الله -تعالى-: تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {الواقعة: 87}، أي: فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين.

قال ابن عباس: يعني محاسبين، ولا يصح أن يقال فأرجعوها، لأن كلمة لولا لا تدخل على فعل الأمر، وإنما تدخل على الفعل المضارع وتختص به إذا جاءت للتحضيض أو العرض، كقوله تعالى: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ {النمل: 46}، وتدخل على الماضي وتختص به إذا جاءت للتوبيخ أو التنديم، كقوله تعالى: لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ {النور: 13}، وكقوله تعالى: فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً {الأحقاف: 28}.

وقد ذكر ابن هشام في مغني اللبيب حالات لولا وما تدخل عليه من الأسماء والأفعال بشيء من التفصيل.

وأما حذف حرف النداء في قوله تعالى: يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا {يوسف: 29}، فقد قال العلماء: حذف منه حرف النداء، لأنه منادى قريب، مفاطن للحديث، وفيه تقريب له وتلطيف لمحله.

وإننا ننصح الأخ السائل ونحثه على طلب العلم بالطريقة الصحيحة، وهي البدء بصغار العلم -في كل فن من فنون العلم- قبل كباره، وانظر الفتوى: 4131.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني