السؤال
فضيلة الشيخ أنا والحمد لله أحفظ القرآن وأرتله جيدا وأنا المسلم الوحيد في منطقتنا كاملة الذي يحفظ القرآن ولذلك في الثلاث سنوات الأخيرة صليت بهم التراويح في رمضان...المهم...أردت أن أقول بأنني مقصر جدا جدا جدا في حق الله عز وجل (غالبا ما أفرط في صلاة الفجر..قليلا جدا ما أقرأ القرآن..قليلا ما أذكر الله.. كثير الغضب والصياح..مشاكل وشجار في العائلة.... ومصيبة المصائب هي أني فاحش بأتم معنى الكلمة فأنا غالبا ما أمارس العادة السرية وأتفرج أحيانا على الفحش والعري في الانترنت..)
طبعا أنا لا تعجبني حالي ودائما أستغفر وأتوب وأبكي على حالي وإيماني الذي ضاع وقيامي وقرآني وأذكاري...أبكي على أيام متعني فيها الله بقربه.... ولكن دائما أنكث التوبة وتغويني الشهوات... (الحمد لله أني لم أزن بعد وإن شاء الله لن أزني)...
سؤالي يا شيخ أنا أفكر أن لا أصلي بالناس هذا العام لأني لا أستحق هذا الشرف ولا أستحق ثناء الناس علي وأقسم بالله لولا أني أخاف الفضيحة لأخبرتهم بذنوبي حتى لا يثنوا علي ..والله أحزن جدا عندما يشكرني أحدهم...
ما رأيك يا فضيلة الشيخ ........
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
ننصحك بتقوى الله تعالى ومجاهدة النفس.. وصحبة الصالحين.. وألا تترك الصلاة بالناس إذ لا حرج عليك في إمامة الناس أو إقرائهم وأنت على ما أنت عليه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية وصلاح الحال، واعلم أن من أعظم نعم الله على العبد بعد الإيمان: حفظ كتاب الله تعالى.
فقد روى الحاكم وغيره عن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
وروى أبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون‘ وبنهاره إذا الناس يفطرون‘ وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا.
وروي عن الفضيل بن عياض قوله: حامل القرآن حامل راية الاسلام لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة، وأن تكون حوايج الخلق إليه..
هكذا ينبغي أن تكون كحامل القرآن الذي شرفه الله وكرمه بهذه النعمة التي حرم منها كثير.
وما دمت قد عرفت الداء فإن عليك أن تبادر بعلاجه، فتكثر من تلاوة القرآن واستماعه ودعاء الله تعالى والتضرع له.. ومما يعينك على ذلك صحبة الصالحين والمحافظة على الصلاة في المسجد مع الجماعة والصبر في مجالس العلم والذكر..
وأما ما تفكر به من ترك الصلاة بالناس فلا تفعله أبدا؛ لأن ذلك من وساوس الشيطان ليبعدك بها عن المصلين وأهل الخير وجو العبادة.. حتى ينفرد بك فتتمادى في تلك الأعمال القبيحة..
وللمزيد من الفائدة عن صحة صلاتك وما يتصل بذلك نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 76144، 9642، 64902، 77308، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم..