السؤال
كيف يمكنني زيادة صبري وتحملي على ما يحدث لي دون معارضة لحكم الله؟
وهل قول اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أطلب اللطف فيه، هل هذه المقوله حرام أم لا؟
كيف يمكنني زيادة صبري وتحملي على ما يحدث لي دون معارضة لحكم الله؟
وهل قول اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أطلب اللطف فيه، هل هذه المقوله حرام أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:... ومن يتصبر يصبره الله, وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر متفق عليه.
ومعناه: من يتكلف الصبر يرزقه الله الصبر, وهو في هذا كباقي الأخلاق والخصال المكتسبة كالعلم والحلم, فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويمكن أن تدرب نفسك بالصبر على عمل اختياري كحفظ جزء كبير من القرآن, أو المشاركة في عمل خيري تطوعي وتلزم نفسك بشدة على الثبات والاحتمال لإنجاز ما فيه حق وإزالة باطل, فالثابت في مثل هذه الحال هو الصابر وإن كان في أول الأمر متكلفا، ومتى رسخت الملكة يسمى صاحبها صبورا وصبارا-كما يقول رشيد رضا في كتابه المنار.
ولا شك أن الصبر يزداد مع زيادة الإيمان والثقة بقضاء الله تعالى وقدره, ولتعلم أنه لا يكون في كون الله إلا ما شاء الله, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نصيحته لابن عباس عند أبي داود: واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث: واعلم أن النصر مع الصبر. فالنصر في الآخرة وفي الدنيا ونيل المطالب لا يكون إلا بالصبر على القضاء والرضا به.
ومما يزيد من الصبر معرفة جزاء الصابرين والاطلاع على أحوالهم, ابتداء بأحوال الأنبياء والتأمل في قصصهم -ففي قصصهم عبرة- وإمامهم في هذا المقام محمد صلى الله عليه وسلم، فاجعل من وقتك للتأمل في قصصهم والاعتبار بحالهم, وستجد في قصص معاصرين نماذج فذة في الصبر على جميع أنواع الشدائد بل أخالك تعرف شخصيا كثيرا من أولئك المبتلين الصابرين فصاحبهم واستفد من تجاربهم، فالمؤمن يتأسى بأخيه المؤمن.
أما عن مقولة: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، فقد وردت في رسالة بعنوان: أخطاء تقع في الدعاء. راجعها وصححها فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين: قول بعضهم: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ليس حديثا، وقد حذر كبار العلماء من هذه المقالة، لأن فيها سوء أدب مع الله ولمنافاتها لمفهوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا الدعاء.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني