الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التغاضي عن الزلات وحرص الأقارب على توثيق العلاقات

السؤال

جدي توفي رحمه الله و كان يحب خالي كثيرا وكان جدي و جدتي وخالي و عائلته في الكويت وجدي كان متعلقا بخالي مرض جدي كثيرا وفي نفس الفترة كانت هناك فرصة عمل لخالي في بلد أجنبي فاتصل خالي بأمي و بخالتي ليخبرهما أنه لا أحد يستطيع العناية بجدي وجدتي امرأة كبيرة وأنه سوف يسافر لفرصة عمل فإذا لم يستقبله أحد سأضعه بدار المسنين أمي بالطبع رفضت الفكرة و قالت أستقبله معززا مكرما عندي و في نهاية المطاف نزل عند خالتي لكن مرضه زاد لما تخلى ابنه عنه و لم يلبث قليلا ومات. الآن جدتي تريد أمي الاعتناء بها لأنها مريضة و تريد أن تنزل عندها أو في بيت قريب منها و خالي يريد أن يضع ابنه عند جدتي و أن تسعى أمي لهذا خاصة أين نسكن في بلد ثان لأنه يخاف على ابنه من أن يتغير بسبب عيشهم بالبلاد الأجنبية . أمي لا تحب أن تسعى لخالي بشيء بعدما فعله بجدي و وفاة جدي بعد صدمته بابنه كما أن خالي ماطل في عمل زيارة لأمي كي تزور جدي في الكويت وهو يؤجل حتى أنها لم تره أبدا؟ أرجو الإجابة هل تواصل أمي مع خالي أو مساعدته فيه إثم على أمي بعدما صدم جدي و توفي جدي مهموما مصدوما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يرحم جدك، وأن يغفر له، ونسأله أن يلبس جدتك ثوب العافية، والذي ننصح به أولا هو التغاضي عما حدث فيما سبق، وينبغي لأمك أن لا تمتنع عن هذا المعروف إن كان بإمكانها إبقاء ابن أخيها عندها، وأمكنها رعايته والاهتمام به، فهو بمثابة ابنها وصلاحه وحسن تربيته بلا شك يسرها إضافة إلى أن هذه فرصة تستطيع أن تحصل بها الأجر العظيم ورضا رب العالمين.

وأما أخوها والذي هو خالك فقد يكون قد أخطأ في حق والده إن أراد فعلا أن يجعل والده في حال قد يتعرض فيه للضياع، ولكن قد لا يكون قاصدا ذلك أو لا يظن أن والده قد يسبب فراقه ما حصل.

فالحاصل أن ينبغي نسيان هذا الأمر، والحرص على ما يوثق العلاقة في داخل العائلة؛ فإن بينكم رحما يجب صلتها ويحرم قطعها، وينبغي الحرص على ما قد يقويها والحذر مما قد يوهنها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني