السؤال
الآية :
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ .
لماذا يقول الشيطان ذلك بينما هو الذي رفض السجود لآدم؟ وهل يغوى الله خلقه أم يهديهم؟ هل الشيطان يخاطب الله بهذه الآية؟
الآية :
فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ .
لماذا يقول الشيطان ذلك بينما هو الذي رفض السجود لآدم؟ وهل يغوى الله خلقه أم يهديهم؟ هل الشيطان يخاطب الله بهذه الآية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن الإغواء هو الإضلال والإبعاد، والشيطان اللعين خاطب الله سبحانه وتعالى بهذا الكلام، ومعنى قوله: فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي أي فبما أوقعت في قلبي من الغي والعناد والاستكبار كما قال القرطبي في تفسيره، وإبليس قال ذلك لعلمه أن الإضلال بيد الله تعالى كما أن الهداية بيده أيضا، فكما أن الله يهدي من يشاء فضلا منه تعالى فهو يضل كذلك من يشاء عدلا كما قال تعالى: قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ {الرعد:27} وكما قال تعالى: وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ {النحل:93} وكما قال تعالى: فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {فاطر:8} وكما قال تعالى: مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {الأنعام:39} والآيات في هذا المعنى كثيرة في القرآن، فإبليس يعلم أن الله تعالى أضله لما في قلبه من الكبر والحسد والبغي، والله تعالى لا يضل إلا الفاسقين كما قال تعالى: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الفَاسِقِينَ {البقرة:26} وإبليس فسق كما قال تعالى: إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {الكهف:50} فاستحق الإغواء والإضلال جزاء وفاقا، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله يهدي ويضل كما دل على ذلك القرآن والسنة بخلاف بعض الفرق المنحرفة الذين ينفون أفعال الله تعالى وينفون القدر.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني