الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (..وانصرني ولا تنصر علي..)

السؤال

في ما يخص الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهل يجب حفظها كما وردت عن النبي أم يمكن الاجتهاد فيها كإبدال كلمة بأخرى مرادفة لها، وأريد أن أعرف الفرق بين اللهم انصر لي واللهم انصرني و ما معنى امكر لي و لا تمكر علي وما معنى المكر عندما ننسبه إلى الله سبحانه و تعالى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أن الأدعية الواردة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في مكان خاص ينبغي حفظها حرفيا ولا تغير، وانظر تفصيل ذلك وأدلته في الفتوى رقم: 74543.

وأما: وانصر لي فلم نجدها مذكورة في الحديث أو اللغة، والذي ورد في الحديث: وانصرني ولا تنصر علي. فقد روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر هداي إلي وانصرني على من بغى علي .

ومعناه كما قال أهل العلم: اغلبني على الكفار ولا تغلبهم علي أو انصرني على نفسي فإنها أعدى أعدائي ولا تنصر النفس الأمارة علي.

ومعنى: امكر لي ولا تمكر علي. اهدني إلى طريق دفع أعدائي عني ولا تهد عدوي إلى طريق دفعه إياه عن نفسه.

قال العلماء: المكر في الأصل: الخداع والحيلة في دفع عدو بحيث لا يشعر به العدو.. ومعنى المكر من الله إيقاع بلائه بأعدائه من حيث لا يشعرون، وقيل هو استدراج العبد بالطاعة فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة. راجع غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب.

ولا يجوز وصف الله تعالى به أو إسناده إليه إلا على سبيل المشاكلة ومقابلة اللفظ باللفظ كما في قول الله تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ {الأنفال:30}. وما أشبه ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني