السؤال
ما حكم قول: الله ما براجم بحجارة، والتي الهدف من قولها في المشاكل أن حل المشاكل يكون بالهدوء وليس بالغضب والتهور والضرب؟
ما حكم قول: الله ما براجم بحجارة، والتي الهدف من قولها في المشاكل أن حل المشاكل يكون بالهدوء وليس بالغضب والتهور والضرب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها السائل أن تعظيم الله وتوقيره هو أساس الدين وأصله ولبّه، فالدين كله مبني على التعظيم والإجلال له سبحانه, ومن كمال تعظيم الله وتمامه أن يصان اسمه سبحانه عن النطق به في صغائر الأمور وسفاسفها.
قال الخطابي: وكان بعض من أدركنا من مشايخنا قلّ ما يذكر اسم الله (تعالى) إلا فيما يتصل بطاعة.
وقال عون بن عبد الله: ليعظم أحدكم ربه، أن يذكر اسمه في كل شيء حتى يقول: أخزى الله الكلب، وفعل الله به كذا.
فانظر إلى مدى توقير السلف لربهم كانوا يستنزهون أن يوضع اسم الله بجوار ما يستقبح ذكره، فيقرن اسمه به كأن يقول الرجل: قبح الله الكلب والخنزير، فيوقرون الله أن يوضع اسمه مع هذه الحيوانات.
وكان أبو بكر الشاشي - رحمه الله - يعيب على أهل الكلام كثرة خوضهم في الله إجلالاً لاسمه تعالى، ويقول: هؤلاء يتمندلون بالله عزّ وجلّ.
وبناء على هذا يعلم أن القول المسؤول عنه وهو: "الله ما براجم بحجارة" عند المشكلات والمشاحنات غير جائز؛ لأنه وإن كان قصد صاحبه طيبا فإنه ينافي كمال تعظيم الله وتوقيره سبحانه، هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإن هذا القول ليس بصحيح على إطلاقه فالله جل وعلا قد أرسل حجارة من السماء على بعض الطغاة المجرمين كما حكى الله سبحانه عن قوم لوط بقوله: فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {هود:82، 83}
وكما حكى سبحانه عن أصحاب الفيل في قوله: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ. {الفيل:3،5}
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني