الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخارة عند التردد في الزواج وعدم المغالاة في المهور

السؤال

أولاً أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما وتخرجت من الكلية والحمد لله وبفضل لله أحسب نفسي كذلك ولا أزكي على الله أحداً أني ملتزمة ومن أسرة طيبة وذات صيت طيب فى المنطقة التي أعيش بها وإخوتي أطباء، المهم أنه تقدم لي شاب على خلق ودين أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً وسنه 28عاما، ومهندس مدني، ولكن كل ما ينقصه هو أنه شقته ضيقة مساحتها حوالي 65م تقريبا وغير ذلك عندما رأيت أسرته فى البداية لم أسترح لها رغم أنهم قابلونا بترحيب أول مرة وذلك عندما ذهبنا ورأينا الشقة ومن ضمن الحاجات التي تقلقني من هذه الزيجة أن الشقة فى بيت عائلة ويوجد سلايف أيضا وبعدما رأينا الشقة وجدناها صغيرة جداً فهي غرفة وصالة تقريبا وحمام ضيق ومطبخ ضيق، المهم بعد أن رجعنا البيت أمي قالت لي الشقة ضيقة جدا وغير ذلك إنها أيضا في بيت عائلة وقالت لي نطلب منه تغيير الشقة وبالفعل اتصل به أخي ليأتي إلينا ونناقشه فى الموضوع ولكن كان رد فعل العريس أن إمكانياته محدودة ولن يستطيع أن يأتي بشقة خارج بيت العائلة فنحن لم ننظر للضيق ولكن ننظر إلى بيت العائلة الذي ينتج عنه المشاكل، وخاصة أنني لم أسترح لأهله وبصراحة لم يحدث توافق بين العائلتين فعائلته لها أفكار وتمسكات غريبة وأحسست أن والده مصيطر وهذا سوف يتضح بعدنسيت أن أذكر لكم أنه أول شخص أقبله وأستريح له نفسيا خاصة أن ما لفت نظري إليه هو تدينه وخلقه وحفظه للقرآن وإمامته للناس فى مسجد قريب منا في الصلاة وصوته الجميل في القرآن، طبعا هو رفض تغيير الشقة وبصراحة كنت ناوية أرفضه من أجل بيت العائلة لكن الوسيط الذي رشحته لي أقنعتني بأنه شاب طيب وعلى خلق، وأنا بصراحة كنت أرى ذلك فوافقت لكن المشكلة أننا لم نرد عليه بسرعة حيث انشغلنا بسفر أمي لأختي لأمريكا لأنها كانت حاملا ومحتاجة أمي فاتصلت بي الوسيط حتى تعرف مني الرد فقلت لها إننا مشغولون فى سفر أمي وقلت لها إننا موافقون عليه لكن ينتظر سفر أمي وبعد ذلك جاء حتى نتفق في الاتفاقات واتفقنا على 8 آلاف مؤخر وأن يمضي على القائمة وأن يأتي بشبكة هي خاتم ودبلة ومحبس وأسورة وأن يأتي بغرفتين ونحن غرفة المهم وافق على الاتفاقات لكن طبعا بعد أن فاصل فيها فهل ترون أن هذه مغالاة فى المهور، فقال لأخي انتظر مني ردا حتى أستشير أهلي في الاتفاقات حيث إن والده لم يأت معه حيث إنه رفض هذه الزيجة من قبل ولكن العريس لم يقل لنا لأننا طولنا المدة ولم نرد عليهم سريعا فى الأول وقالوا للوسيط إننا ناس متكبرون ولكن الله يعلم إنها ظروف و أنا كنت قلقة من بيت العائلة فكنت آخذ وقتي للتفكير في الأمر وطبعا أنا علمت بذلك من الوسيط لأنها كانت تحكي لزوجها عن كل شيء المهم رد على أخي العريس (أبي متوفى) وقال له ربنا يعلم أنا لي رغبة في الموضوع لكن أهلي غير موافقين لأننا لم نرد عليهم سريعا ولأننا قلنا إن الشقة ضيقة و الاتفاقات لم ترضهم وقال كل شيء قسمة ونصيب وبعد انتهاءالموضوع بأسبوعين قابلت قدراً زوجة أخيه فجاءت هي وسلمت علي وقالت لي سبحان الله لم يحدث نصيب لكن لعل ربنا رحمك من حاجاتهم وأفكارهم الغريبة لكن الأمر المحزن أننا خسرنا واحدة مثلك فقلت لها لعله خير وقالت لي إنه والله متأزم نفسيا لأنه كان يريدك وأهله رفضوا والوسيط أيضاً قالت لي هو أنهى الموضوع لكنه مازال يفكر فيك وحتى رأى عروسة ثانية لكن رفضها لعدم راحته لها المهم بعد أسبوعين اتصلت زوجة أخيه والوسيط وقالت لي إنه يريد أن يرجع لكِ وهو متمسك بكِ وراغب فيكِ جامد فقلت لها أنا لا أستطيع أن أعطي لك رد حتى تأتي أمي من السفر وهي سوف تأتى بعد شهر، فأنا قلت كذلك حتى آخذ مهلة فى التفكير و الوسيط أقنعتني أنه متمسك بي فقلت لها أنا موافقة لكن منتظرة رد أمي أنا وافقت عليه نظرا لأنني كنت مستريحة له والتزامه فهو ينتظر مجيء أمي لأنني موافقة مع العلم أن إخواني لم يوافقوا لأنهم قالوا لي نحن لسنا تحت أمره وبعد ذلك أين شخصيته من الأول عندما أهله رفضوا لماذا لم يقنعهم من الأول ويشرح لهم ظروفنا التي قلنا له... المهم جاءت أمي من السفر وفتحت معها الموضوع فوافقت أنه يرجع لكن قالت لي طالما أنه يريدك اعرضي عليه تغيير الشقة وبالفعل عرضت عليه تغيير الشقة ولكن رفض وقال لي إنه يريد أن يتزوج في سنة ولن يغيرها الآن وقال لي استخيري وردوا علي فاتصلت بي زوجة أخيه كل يوم لكي تعرف أنا موافقة على الشقة فى بيت العائلة ولا لا فقلت لها والله أنا مترددة خاصة بعد قولها لي فى البدايه لعل ربنا رحمك من حاجاتهم وأفكارهم الغريبة فحاولت أن تصلح الكلام عنهم وتوفق حتى أرجع وبعد أسبوع قلت لها إني موافقة وفرحت لأنها تريد جارة لها طيبة وشاء القدر أن زفاف أختي قرب وأمي كل يوم تأتي بشوارهها وكنا مشغولين جدا فقلنا لهم نؤجل الموضوع بعد زفاف أختي لأن كنا لم نشترى الأثاث باقي الرسالة فى رسالة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل أن يبادر أولياء المرأة بتزويجها إذا تقدم لها صاحب الخلق والدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن. فهذا الحديث يدل دلالة صريحة على تأكيد الاستجابة لخاطب جاء وهو بهذه الصفة، وأن رده يؤدي إلى الفتنة في الأرض والفساد الكبير، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد رأينا من الفتن المنتشرة والفساد المستشري ما كان سببه المباشر هو عضل النساء عن أكفائهن من الرجال، أو وضع عراقيل أمام الارتباط الشرعي.. ومع ذلك فلا مانع من مراعاة أمور أخرى كالمال والجمال مثلاً كما دلت على ذلك نصوص أخرى.

وبناء على ذلك فإن كنت تشعرين أن ضيق السكن وكونه في بيت العائلة سيسبب لك أذى وتعباً، فلك الحق أن تشترطي عليه أن يسكنك في مسكن غيره تستريحين فيه، فإن استجاب لك فبها ونعمت، ويلزمه الوفاء بهذا الشرط لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.. أما إذا لم يستجب فلك أن ترفضي أمر هذا الزواج، وإن كنت تشعرين بالتردد وعدم القدرة على حسم القرار فإنا ننصحك أن تستخيري الله سبحانه في أمر هذا الزواج وأن تنظري فإن وجدت انشراحاً في صدرك وطمأنينة في قلبك فامضي فيه على بركة الله، وإن وجدت انقباضاً في صدرك وتعسيراً في الأمور فانصرفي عنه.

أما سؤالك عن المهر المذكور، وهل هذا القدر يعتبر من المغالاة في المهر فنقول: أمر المغالاة في المهور وعدمها أمر نسبي يخضع للبلد وعاداته، ولحال الزوجين وإمكانياتهما، فلا يمكننا أن نحد حداً معيناً نجعله هو الضابط في المهور المعتدلة، لأن هذه الأمور تختلف كما ذكرنا، لكنا نقول بصفة عامة إن هدي الإسلام هو التسهيل في المهور، وتخفيف مؤونة النكاح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني. جاء في فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: (وتيسير صداقها) أي عدم التشديد في تكثيره ووجد أنه بيد الخاطب من غير كد في تحصيله، (وتيسير رحمها) أي للولادة بأن تكون سريعة الحمل كثيرة النسل، قاله عروة قال: وأنا أقول إن من أول شؤمها أن يكثر صداقها. انتهى. وللفائدة في الموضوع يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 10544، 11179.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني