السؤال
معنى حديث: ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث رواه مسلم عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرَضُونَ وَيَكْفِيكُمُ اللَّهُ فَلَا يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ. "بأسهمه" جمع سهم، وهو أداة الحرب المعروفة، فمعنى الحديث أن الله سيكفيكم القتال بما فتح عليكم وظهور دينكم، فلا ينبغي أن يكون ذلك صارفا لكم عن الرمي والتدرب في أمور الحرب للحاجة إليها يوما ما، ذكر ذلك القاضي عياض بمعناه.
وقال القاري: المعنى لا يكسل أحدكم (من أن يلهو) أي يشتغل أو يلعب (بأسهمه) أي مع قِسيِّه، بنية الجهاد مع أهل الروم وغيرهم من ذوي العناد. انتهى.
وقال المناوي: أي يلعب بنباله، ولا عليكم أن تهتموا بالرمي إذا حاربتم الروم وتكونوا متمكنين منهم، وإنما أخرج مخرج اللهو إمالة للنفوس على تعلمه فإنها مجبولة على ميلها للهو.
وقال النووي: مَعْنَاهُ النَّدْب إِلَى الرَّمْي.
وقال ابن القيم: حرضهم النبي صلى الله عليه وسلم عند فتح البلاد عليهم على اللهو بالسهام.
ولعقبة بن عامر حديث آخر بلفظ: كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وابن ماجه وأحمد. وصححه الألباني.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني