السؤال
أنا أعمل مراقبا صحيا على المحلات التي تبيع الأغذية والمأكولات والتفتيش على النظافة، وخلال عملي أتعرض للحصول على مال الرشوة بشكل كبير، حيث كان الموظف الذي قبلي يأكل مال الحرام بشكل كبير, أما أنا فأخاف الله, لكن في بعض المحلات عندما أرفض أخذ المال لا يدعوني أخرج من المحل حتى آخذ المال ويقولون لي هذه أجرة السيارة التي قدمت بها أوهذا سعر فنجان قهوة، ويقومون بتحليفي بالله على أن آخذها ويحلفوني بصلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.... فلا أستطيع أن أردهم.
مع العلم أن الراتب لا يكفي لأجرة التاكسي فقط وبعض المحلات يقولون خذها لوجه الله تعالى....أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.... لأن هذا الموضوع لا يجعلني أنام الليل ودائم التفكير فيه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الأموال التي يقدمها أصحاب المحلات إليك لقصد التساهل في الرقابة عليهم تعتبر رشوة يراد بها التأثير عليك, وقد حرم الله سبحانه وتعالى الرشوة, فقال: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:188}, وورد لعن الراشي والمرتشي على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي رواه الترمذي وقال : حسن صحيح.
وبناء على هذا لا يحل لك أخذها على أي وجه لأنها محض رشوة, ويجب عليك رد تلك الأموال إلى دافعيها ونهيهم عما ارتكبوه من إثم, وإذا تعذر عليك ذلك وجب عليك التخلص منها بصرفها في مصارف البر بنية التخلص من الحرام لا بنية الإنفاق في سبيل الله لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
وللمزيد راجع الفتويين: 3697، 44039.
والله أعلم.