السؤال
كانت هنالك فعاليه رياضية في المدرسة.. فقسم من البنات المتحجبات (العمر 16-17) خلعت الجلابيب ورتدت بلاطين وبلاييز.. لباس غير واسع ولم يستر, وكانت هنالك إمكانية أن لا يشترك البنات في هذه الفعالية...
وحسب الدين الإسلامي لا يجوز خلع الجلباب ورتداء لباس من هذا النوع..
سؤالي هو..
ما هو عقاب هذه البنات في يوم الدين وفي الإسلام؟؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هؤلاء الفتيات قد وضعن الحجاب في مكان يراهن فيه الرجال الأجانب – وهو الظاهر - فلا شك أنهن قد أسأن بذلك إساءة عظيمة، إذ يجب على الفتاة المسلمة أن تلبس ما يستر جسمها عند وجود الرجال الأجانب. فالواجب عليهن التوبة وعدم العود لمثل ذلك.
والتبرج والسفور له عقوبتان: عقوبة دنيوية وعقوبة أخروية، فمن العقوبة الدنيوية أن المرأة قد تتعرض لشيء من الأذى من قبل أهل الريبة والفساد باعتدائهم على عرضها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ {الأحزاب:59}.
قال ابن سعدي في تفسيره: دل على وجود أذية إن لم يحتجبن، وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض فيؤذيهن، وربما استهين بهن وظن أنهن إماء فتهاون بهن من يريد الشر، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن. اهـ.
ومن العقوبة الأخروية للتبرج التوعد بالنار إذا لم تتب إلى الله، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
ومنها أيضا الفضيحة والخزي يوم القيامة، روى البخاري عن أم سلمة قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتن ؟ وماذا فتح من الخزائن ؟ أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.
قال ابن بطال في شرحه على صحيح البخاري: فربما عوقبت في الآخرة بالتعرية والفضيحة التي كانت تبتغي في الدنيا. اهـ.
والله أعلم.