الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة في الصلاة وكيف يفعل من نسي الركعة الثانية

السؤال

أنا أعاني الغازات التي تتوقف حينا وتشتد حينا ... فذات مرة كانت قد توقفت فتوضأت للظهر وصليت وحان وقت العصر وأنا باق على طهارة فصليت العصر فوسوست بأني لم أصل إلا ثلاثا فزدت ركعة وسجدت للسهو قبل الصلاة، وفي أثناء سجود السهو عادت إلى بطني الغازات فحاولت الاستعجال في السجود حتى لا ينتقض وضوئي ومع الاستعجال حاولت التركيز لا أقول أني استعجلت فقط بل حاولت بقدر المستطاع التركيز وبعد السلام وسوست بأني ربما لم أسجد إلا سجدة واحدة حاولت التذكر فتذكرت يقينا بأني سجدت السجدة الثانية لكن هل سجدت السجدة الأولى لا أدري علما بأني أتذكر أني ربما جلست بين السجدتين و قد يغلب على ظني أني ربما سجدت السجدة الأولى لكن لا أدري ماذا قلت فيها هل قلت سبحان ربي الأعلى أم سبحان ربي العظيم وهل سجدت على أعضاء السجود كلها أم لا؟ وهل بقيت لفترة في السجود لأحقق الطمأنينة أم أسرعت؟ قلت سأعيد الصلاة لكن لا أريد أن أفتح للشيطان بابا في عبادتي لأني أعاني من الوسواس، وإذا كنت نسيت الركعة الثانية فأكملت صلاتي ثم أتيت بها فهل أتشهد لها التشهد للركعة الثانية ثم أتشهد للركعة الأخيرة قبل السلام؟ و إذا كنت سجدت للسهو وفي السجدة الثانية قمت منها ولفت رأسي يمينا و لكن قبل تمام الالتفات و قبل الشروع في قول السلام عليكم و رحمة الله شككت في أني لم أقل تكبيرة الانتقال بعد السجدة الثانية فأرجعت رأسي ثم انتبهت بأنه لا يجوز قطع ركن لأجل واجب فاحترت ماذا أفعل فقلت التكبيرة ثم سلمت و بعد السلام انتبهت أنه كان الواجب علي أن أعيد رأسي لليمين وأكمل التسليم ؟ فماذا علي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيظهرُ لنا كل الظهور أنك مصابة بالوسواس، نسألُ الله لك العافية، وواجبك أن تطرحي هذا عنك، وأن تلقيه وراء ظهرك ولا تلتفتي إليه البتة فإنه باب شر يُفسد على العبد دينه ودنياه، وانظري الفتوى رقم: 103635.

وما فعلته من الإتيان بركعة ثم السجود للسهو قبل السلام صحيحٌ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1191.

إلا أن الموسوس لا ينبغي له أن يسترسل مع وسواسه كما ذكرنا، وأما الشك الذي عرض لك بعد الصلاة في سجود السهو، وهل كان واحدةً أو اثنتين فلا أثرله، أما أولاً : فلأن الشك بعد الفراغ من العبادة لا أثر له إذ الأصل صحتها، وانظر الفتوى رقم: 42566.

وأما ثانياً: فدفعاً للوسواس وإغلاقاً لبابه الذي قد فتحه الشيطان عليك .

وأما إذا نسيتَ الركعة الثانية فإنك لا تتشهدين تشهدين في آخر الصلاة، إذ إن الركعة الثالثة قامت مقام الثانية ، وما دمت قد أتيت بركعةٍ مكان المنسية فلا شيء عليك سوى سجود السهو، وهو يجبرُ التشهد الأول المتروك سهواً كما ثبت في الصحيح من حديث عبد الله بن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نسيَ التشهد الأول سجد سجدتين قبل السلام.

وأما شكك في ترك تكبيرة الانتقال بعد ما فرغت من الرفع فلا يلزمك العودُ إليها والإتيانُ بها، بل تعمدُ ذلك يبطلُ الصلاة مع العلم بالحكم عند بعض أهل العلم، فإن تكبيرات الانتقال سنةٌ عند الجمهور، وواجبٌ يجبرُ بسجود السهو عند الحنابلة، فلو فرضنا أن تركك لها سهواً محقق فلا يجوزُ العود والإتيانُ بها ، فكيف وهو مشكوكٌ فيه، ثم إن هذا الشك منشأه الوسواس الذ ي يبدو أنك استرسلت معه، والواجبُ عليك مدافعته للتخلص من آثاره المدمرة.

وصلاتك صحيحةٌ على كل، والراجحُ عند الحنابلة أنه لا يلزمك سجود سهو للشكِ في ترك الواجب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني