الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في شبكة للدش لبث القنوات

السؤال

الحمد الله ربنا أكرمني بالالتزام ومن علي بالحفاظ على الصلاة، إنني في حيره من أمري بشأن عملي ومصدر رزقي الوحيد وهو الوسيلة لسداد ديوني والتزاماتي نحو زوجتي وابني، فأنا مقيم في مصر وأمتلك شبكة للدش المركزي في إحدى القرى الريفية وأبث لهم قنوات أفلام وأغاني رياضية ودينية وأخبار أي كل ما يأتي به الإعلام العربي وسمعت بحرمة هذا العمل واني والله أريد تركه لكني متزوج ولي طفل رضيع وعلي أقساط وديون من الزواج تقدر 60 ألف جنيه فحيرتي أني ليس لدي عمل آخر ومطلوب شهريا 2000 جنيها ماذا أفعل رغم علمي وهذه مرارة شديدة جدا والله العظيم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيحرم على المرء العمل في مجال بيع الدش أو تركيبه إذا علم أنها تستخدم في المعاصي، وأولى من ذلك بالتحريم أن يمتلك المرء شبكة للدش يبث من خلالها الأفلام الخليعة أو الأغاني المحرمة أو غير ذلك مما نهى الشرع عنه.

أما إذا اقتصر الاستخدام على الأمور النافعة فلا مانع حينئذ من بيعه أو تركيبه، أو امتلاكه لبث البرامج من خلاله، وراجع في بيان ذلك الفتاوى الآتية أرقامها: 20048، 36014، 57807.

فعليك أن تبادر إلى ترك هذا العمل والبحث عن عمل مباح، واعلم أن الأعمال الجائزة كثيرة، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن الله عز وجل جاعل فرجاً ومخرجاً لمن اتقاه، والله تعالى يقول: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا َيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2،3} وقوله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}.

ولا يجوز لك الاستمرار في مثل هذا العمل إلا للضرورة، وحد الضرورة أن تشرف على الهلاك ولا تجد سبيلاً لإطعام نفسك إلا بفعل الحرام، أو كنت في حرج وضائقة لا يدفعها إلا الحرام كأن لم تجد لباسا تكسو به بدنك أو مسكناً يؤويك بالأجرة، وراجع في ضوابط الضرورة المبيحة للمحظور فتوانا رقم: 106800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني