السؤال
سؤالي: أن دورتي الشهرية بالعادة سبعة أيام، وكنت أطهر بشكل واضح وسهل، ولكن منذ عدة أشهر تغير الوضع أصبحت الدورة بعد ستة أيام أو سبعة أرى السائل الشفاف الذي تعودت رؤيته لمعرفة الطهر أراه يوما كاملاً أو أقل من يوم بساعات، فأظن أنني طهرت فأغتسل وأصلي، ولكن بعد يوم يعود الدم وله صفات دم الحيض يبقى يوما أو يوما ونصف ويظهر بعدها السائل الشفاف، ويستمر الطهر ما يؤرقني هو أنني عندما أرى الطهر الأول أصلي وأقرأ القرآن ويحدث جماع فأحس بالذنب والخوف من الله عند عودة الدم، فلا أعرف هل أذنبت؟ ما أفعل كوني لا أعلم عند ظهور الطهر الأول أن الدم سيرجع أم لا؟ وهل علي إثم إن انتظرت بدون صلاة حتى تمضي الأيام التسعة؟ لم أعد أعرف ما أفعل، ولا أريد الوقوع في الذنب. فأفتونا جوزيتم عنا كل خير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الدم العائد الذي ترينه دم حيض، طالما كان في مدة خمسة عشر يوماً أي ما دامت مدة الزمن الأول والثاني وما بينهما من طهر لا تزيد على خمسة عشر يوماً، التي هي أكثر مدة الحيض عند الجمهور. فإذا رأيت الطهر أولاً فاغتسلي وصلي، فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إذا رأت الطهر ساعة اغتسلت وصلت.
ولا حرج في أن يأتيك زوجك في هذه المدة، فإن الصلاة أعظم من الجماع، وقد أمرت بفعلها، وفي البخاري عن ابن عباس أنه قال في المستحاضة: يأتيها زوجها إذا صلت، الصلاة أعظم. فإذا رأيت الدم مرة أخرى عدت حائضاً حتى ينقطع فتغتسلين وتصلين، ولا يجوز لك ترك الصلاة في مدة الطهر التي تتخلل أيام الحيض لما تقدم ذكره عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو الذي رجحه كثير من العلماء، ومنهم فقهاء الحنابلة، ويسمونه التلفيق.
والله أعلم.