الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخطئ في القراءة رغما عنها فتعيد الصلاة مرارا حتى تتعب

السؤال

عندما أصلي أجدني عندما أقرأ القرآن أو في أقوال الصلاة عامة أشدد بعض الحروف التي لا يجب تشديدها أو أقلب التاء المربوطة مفتوحة لا أعرف لماذا أجد من يسيطر علي لأفعل هذا حتى أشعر أني أنا التي أريد هذا مع أني بالفعل لا أريد أن أفعل ذلك، فبالتالي أعيد الصلاة أكثر من ثلاث أو أربع مرات، وهذا يتكرر معي في كل الفروض، وأعيدها إلى أن أجد نفسي هلكت من التعب حتى أصل في النهاية إلى الصلاة التي تريح صدري، أقول في بعض المرات لا أعيدها، ولكن عندما أنتهي منها أشعر أنها ناقصة، لأنه حدث بها بعض هذه الأخطاء الناتجة عن هذه السيطرة كما ذكرت، ويحدث نفس الشيء معي في أذكار الصباح والمساء، وأعيد وأعيد إلى أن أضبط الكلمة والمعني في وقت واحد، ويحدث معي هذا في الصيام أعرف مثلا أن البخار يفسد الصوم هو ورائحة دخان الكبريت مثلا، فأكتم نفسي شديدا عندما أطبخ، ولكن أتعب فأفك نفسي فأجدني أستنشق البخار أو الدخان، وكأني راغبة في ذلك. أستغفر الله. هل بهذا تفسد صلاتي وصيامي إذا لم أعد، لا أريد إفسادهما، فماذا أفعل، فأنا تعبت؟ أفتوني في أمري وبارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما أدى بك إلى هذه الحالة المزرية هو استرسالك مع الوساوس، وتركك نفسك للشيطان يبذر فيها ما شاء؛ ليلبس عليك عبادتك ويفسد عليك أمر دينك ودنياك. والوسوسة داء قاتل متى ما تحكم في إنسان فإنه يصيبه بشر عظيم، إلا أن يتداركه الله برحمته. فنسأل الله لك العافية والسلامة من هذا الداء، والواجب عليك الآن أن تعرضي عن الوساوس جملة وتفصيلا، وأن تمضي في عبادتك غير ملتفتة إلى شيء من الوسواس، وإذا كنت تغلبين على ما ذكرت من أمر الصلاة، فاعلمي أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

ثم إن اللحن إذا كان في غير الفاتحة فلا تبطل به الصلاة، فعليك أن تصلي الصلاة مرة واحدة، مجتهدة في إقامتها على وجهها، فإذا بذلت وسعك في ذلك فقد برئت ذمتك بفراغك منها، وأما بالنسبة لأمر الصيام فقد نص أهل العلم على أن ما يشق الاحتراز منه كغبار الطريق. ومنه الدخان المتصاعد، وهذا الذي ذكرته من أمر البخار كل هذا لا يفسد به الصوم لعموم البلوى ومشقة الاحتراز، فلا يلزمك أن تكتمي نفسك ولا يفسد صومك بذلك على ما ذكرنا.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 113618، 78091، 39090.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني