الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بموافقة اليهود والنصارى

السؤال

حين درسنا في مراحل الابتدائي والإعدادي في العلوم الكونية درسنا ما يسمى دوران الأرض حول الشمس حيث الشمس ثابتة وتدور حولها الأرض وتدور الأرض حول نفسها أيضا محدثة الليل والنهار والفصول الأربعة ما يخالف الكتاب والسنة بشدة حيث يقول الله تعالى: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال **سورة الكهف
وأيضا قال تعالى: إن الله يأتي بالشمس من المشرق **
فنسب القرآن الكريم أفعال حركة للشمس حول الأرض وليس مثلما يقول الغرب الملحد إنها تدور حول مركز المجرة
وأيضا أن القمر تابع للشمس ويدور حول الأرض ولكن كل في فلك يسبحون.
ولكن كثيرا من علماء المسلمين يؤمن بدوران الأرض مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم ،قالوا اليهود والنصارى قال ومن إذن.
يحذرنا الرسول من أن نتبع اليهود والنصارى ولكننا نتبعهم ونتبع من نظرياتهم ما يخالف ديننا وعقيدتنا نأخذ بها كحقيقة مسلم بها مع أنها مجرد نظرية.
والسؤال ما هو حكم من يصدق هذه ويعتقد أن دوران الأرض حقيقة حول الشمس مخالفا الكتاب والسنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فدوران الأرض حول الشمس تجاوز مرحلة النظرية العلمية إلى الحقائق العلمية الثابتة بعد تطور علم الفلك وتصوير الأرض من الفضاء الخارجي، وليس في القول بدوران الأرض حول الشمس مخالفة للكتاب أو السنة وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 12870.

وأما ما قيل من أن الشمس ثابتة فهو غير صحيح، والعلوم الكونية الحديثة تثبت دوران الشمس، وقد سبق الكلام على ذلك في الفتوى رقم: 38644.

وعلى المسلم أن يوقر أهل العلم ويحسن الظن بهم فلا يليق أن يقال عنهم أنهم يتبعون اليهود والنصارى.

فليس المقصود في الحديث النهي عن موافقتهم في مثل هذه الأمور المادية التي تقوم على أساس علمي، وإنما المنهي عنه في الحديث اتباعهم فيما يخالف الشرع.

قال النووي في شرح هذا الحديث: والمراد أن الموافقة في المعاصي والمخالفات.

وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 59419، والفتوةى رقم: 23913.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني