السؤال
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، فيقول: هذا فكاكك من النار. رواه مسلم عن أبى موسى رضي الله تعالى عنه. نقلاً عن كتاب القانون في عقائد الفرق والمذاهب الإسلامية
ص 30 للدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي.
السؤال: ما معنى هذا الحديث وما درجته؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور صحيح رواه مسلم في صحيحه كما بين السائل الكريم قال النووي في شرح مسلم:
ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبى هريرة أن لكل أحد منزلا في الجنة ومنزلا في النار، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره. انتهى.
ومعنى فَكاكك من النار: أنك كنت معرضا لدخول النار، وهذا فكاكك، لأن الله تعالى قدر لها عددا يملؤها، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين.
وقال الحافظ في الفتح:
يحتمل أن يكون الفداء مجازا عما يدل عليه حديث أبي هريرة في صفة الجنة والنار بلفظ: لا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة، وفيه مقابلة ليكون عليه حسرة؛ فيكون المراد بالفداء إنزال المؤمن في مقعد الكافر من الجنة الذي كان أعد له، وإنزال الكافر في مقعد المؤمن الذي كان أعد له، وقد يلاحظ في ذلك قوله تعالى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {الزخرف:72} اهـ
والله أعلم.