الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الأذكار التي أوردها السائل الكريم مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الجملة، وأكثرها مما صححه أهل العلم، وفي صحة بعضها خلاف، وبعضها ضعيف، وبعض ما صح منها لم يرد في أذكار الصباح والمساء والنوم معا، أو لم يرد فيها على وجه الخصوص، وإليك التفصيل:
ـ ذكر: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله أنت أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا ... إنما روي في كفارة المجلس، قال العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه النسائي في اليوم والليلة من حديث رافع بن خديج بإسناد حسن اهـ. وقال الألباني في ضعيف الترغيب: منكر. اهـ.
ـ ذكر: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت وعليك توكلت ... ضعفه الألباني في الكلم الطيب.
ـ ذكر: اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر .. أعله الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع.
ـ ذكر: اللهم ما أصبح بي من نعمة ... جود النووي إسناده. وحسنه عبد القادر الأرناؤوط. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب.
ـ قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة آمن الرسول .. لم نجد له ذكرا في أذكار الصباح والمساء والنوم، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. متفق عليه، وهذا اللفظ لا يخص هذه الأوقات، بل قراءتها مطلقة في أي وقت من الليل، وفي بعض الروايات النص على أن ذلك بعد العشاء، قال ابن حجر في فتح الباري: أخرج علي بن سعيد العسكري في ثواب القرآن حديث الباب من طريق عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن علقمة بن قيس عن عقبة بن عمرو، بلفظ: من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتا. اهـ.
ـ أما قراءة خواتيم سورة التوبة لقد جاءكم رسول ... فقراءة ذلك صباحا ومساء، روي في حديث واه، ذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات.
ورويت منه جملة (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) وحدها، في حديث آخر رواه أبو داود، بلفظ: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. سبع مرات، كفاه الله ما أهمه. وضعفه الألباني. وصححه شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط.
ـ ذكر: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه هو من أذكار الفزع في المنام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون. فإنها لن تضره. رواه الترمذي وحسنه، أبو داود. وحسنه الألباني.
ـ ذكر الاستعاذة من كل شيطان وهامة، كذلك لا يخص الصباح والمساء والنوم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. رواه البخاري.
وبقية الأذكار الواردة في السؤال مشهورة، وصححها بعض أهل العلم، ويمكن مراجعتها في كتب الأذكار التي اعتنى أصحابها بصحة الأسانيد. وقد مضى ذكر جملة منها في الفتوى رقم: 11882.
ثم ننبه السائل الكريم على أن هذه الأذكار ـ في ما نعلم ـ لم يرد منها في أذكار النوم، إلا قراءة المعوذات وآية الكرسي، وذكر: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: قل: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه. قال: قله: إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وأبو داود وأحمد. وصححه الألباني.
وتنبيه آخر على أنه لا ينبغي تخصيص أوقات معينة بقراءة سور بذاتها من غير دليل شرعي يحدد ذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 63159. وراجع للفائدة الفتويين: 32076، 37345.
والله أعلم.