السؤال
لقد خطبت إحدى جيراني وأنا أعرفها تماما ولكن بعد الخطبة ظهر شخص قد تقدم قبلي إليها وتم رفضه يدعي أنه تزوجها زواجا عرفيا وأطلق عنها الإشاعات الكثيرة في البلدة فعند كلامي معها بخصوص هذا الموضوع خرت في بكاء شديد وأقسمت بالله أنها لم تفعل ذلك أبدا وأن أخلاقها لا تسمح لها بذلك الفعل المشين وتركت لي الاختيار بالبقاء معها أو الانفصال وقام هذا الشخص بالاتصال بي وأقسم لي أنه كان على علاقة معها وأنه ينصحني بتركها حتى يبرئ ذمته مع العلم أني أحب خطيبتي حبا شديدا ومنذ خطبتنا بدأت في حفظ القرآن مع والدتي ولكني الآن في حيرة شديدة ولا أدري ماذا أفعل ؟ أرجو الإجابة في أسرع وقت ممكن؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من حال هذا الشخص أنه مغرض غوي أثيم, وإلا فلو كان لديه أثارة من دين أو خلق لما أقدم على ما أقدم عليه من فضح هذه الفتاة والتشهير بها في بلدكم وإذاعة هذه الأخبار الفاجرة, حتى ولو كان صادقا فيها, وهو ولا شك كاذب في دعوى أنه ناصح لك, إذ لو كان حقا ناصحا لاكتفى بإبلاغك أنت وحدك بهذا, أما أن يشيع الأمر هكذا وسط الناس فهذا دليل على فساد نيته وقصد التشفي والانتقام من هذه الفتاة. وفعله هذا يسقط عدالته ويلحق به وصف الفسق, ومن كان هذا وصفه فلا ينبغي أن يقبل خبره إلا بعد التثبت مصداقا لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات: 6}.
لذا فإنا ننصحك بأن تعرض عن هذا الرجل وعن أقاويله وأن تنصحه أن يتقي الله في أقواله وأفعاله وأن يكف عن تشنيعه بهذه الفتاة, فإن هذا من إيذاء المسلمين وتتبع عوراتهم وهو من كبائر الذنوب.
وأما بخصوص زواجك من هذه الفتاة فإن كان ظاهرها الخير ورأيت عليها أمارات الدين والخلق والخوف من الله فتوكل على الله وأتم زواجك بها ولا يضرك – إن شاء الله – ما أشيع عنها, ما لم يثبت أن هذا الشخص تزوجها زواجا شرعيا صحيحا وأنها لا تزال في عصمته بل حتى ولو ثبت أن بينهما علاقة محرمة وتابت منها فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.