السؤال
مشكلتي تكمن في أن والدي مهووس بالانترنت، وخاصة المحادثات، ولكن ليس مع غيره من الرجال، ولكن مع النساء، و يقول لهن كلمات يقولها لأمي مثل يا حبيبتي يا حلوتي مثل هذا الكلام، وكان يدخل على مواقع مخلة للآداب، ولقد أخبرته مرات عديدة، وقامت أمي بإخباره، وفعلا توقف عن فتح هذه المواقع، ولكن لم يتوقف عن الكلام مع هؤلاء النساء، وكلما كان يفعل ذلك كانت صورته في نظري تهتز شيئا فشيئا، وكانت أمي تقول لي دائما إنه عندما يتكلم عبر الانترنت مع نساء أو نحوه لا يعتبر خيانة.
كيف وهو يكلم نساء أجنبيات عنه، وتقول لي أمي يجب علينا أن نتواصل مع الثقافات الأخرى، وانتظرت فترة طويلة ولم أرد أن أبحث وراءه عن أشياء تجعل أمي تتشاجر معه، حتى قمت بعمل نظام جديد لجهاز الحاسوب بأن يتم حفظ الرسائل التي تكتب، وفعلا حفظت رسائله، وكان فيها من الكلام ما يزلزل القلوب، ويبعدها عنه، ويقسيها عليه، ولكن عندما أحاول أن أكون قاسية في كلامي معه لا أستطيع، فاكلمه كأنما لم يحدث شيء، وكان دائما أول ما يطلبه من المرأة التي يكلمها أن يراها عبر الكاميرا، وهو أيضا يفتح الكاميرا الخاصة بسرعة، وتقول له بأنه جميل و حلو وهذا الكلام المزين بالغش والكذب والخداع.
و كانت هناك امرأة من النساء اللاتي يعرفهن كلمته عن نفسها، وسألته عن نفسه وقالت له هل لديك أطفال قال: نعم ثلاثة، وقالت هل أنت متزوج قال: أنا مطلق .
في هذه اللحظة لم أقدر أن أتمالك نفسي يقول على نفسه أنه مطلق، وأنا أمي لا تعمل له شيئا، هذه الكلمة هزت ووجعت قلبي وظلت ابكي وحتى الآن كلما تذكر هذا أبكي بعد أن تحملت أمي ضائقاته المالية، وأنه سافر عدة دول ونحن نسافر معه، ونتغرب عن بلدنا، وبعد هذا يمحيها من حياته بكل سهولة، لقد تمنيت أنني لم أقرأ الرسالة.
الآن عمره 43 أو 44 عاما، الآن ماذا فعل؟ لا يمكن أن أقول لأمي إنه قال ذلك، وأني رأيت الرسالة بعيني، فإنها حتما ستطلب الطلاق، وستهدم الأسرة بسببي، وكل الذنب سيكون علي ، إنني ليس لدي أخوات بنات، ولا أصدقاء قريبون مني، فماذا أفعل كل ما أنظر إلى أبي أشعر بوجع في قلبي، وأمي غافلة وطيبة، ولا تعلم شيئا. أرجو مساعدتي لأني لا أدري ماذا أفعل؟ ففي بعض الأوقات أفكر في الانتحار، وغالبا أدعو على نفسي بالموت، وأتمنى أنني لم أكن موجودة في هذه الدنيا الجارحة، وكل ما أتمناه منكم أن تساعدوني، وإن كان لديكم حل فأفيدوني.
للعلم أنا فتاة أصلي ولله الحمد، وأخاف من الله تعالى، وأنا عمري 14 عاما، فهل يجب أن أتحمل هذه المشقة منذ الآن؟