السؤال
إخوتى في العقيدة، قال تعالي: فاسألو أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وقد سألتكم من قبل السؤال رقم 2217926 كما أظن، والله أعلم.
والآن أريد الفتوي عن شيء أريد فعله، وهو: مغازلة بنت متدينة وهي بنت خالتي.
خطبتها من أمها وأخيها فقالا: تكلم مع البنت، وقل لها ما تريد منها-أي اخطبها- فلما تكلمت معها يوم الجمعة ما بعد العصر قالت لي: أخي أريد أن ألا أتزوج في وقتي هذا وأتزوج- إن شاء الله- بعد أن أكمل دراستى الجامعية.
وإني والله أحب هذه الفتاة وأريد زواجها، ولا بد من تفاهم بيني وبينها، فماذا علي فعله؟
وهل المغازلة عبر الهاتف في مثل هذا الوقت حرام أم لا؟
وما هو الحل إن كان حراما؟
أفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمغازلة الرجل للمرأة الأجنبية أمر غير جائز في جميع الأوقات، ولو كان يريد زواجها، وإنما المشروع لمن أراد الزواج من امرأة أن يخطبها من وليها ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، وينبغي للفتاة إذا تقدم إليها ذو دين وخلق أن تقبل به ولا تنتظر حتى تنهي دراستها، فلا شك أن مصلحة تعجيل الزواج للفتاة أعظم من مصلحة إنهاء الدراسة.
أما عن سؤالك، فإذا كنت ترغب في زواج هذه الفتاة فيمكنك أن تكلّم بعض محارمك ليقنعوها بالقبول، وعدم التعلل بالإنتظار لإنهاء الدراسة، فإذا قبلت فعليك أن تصبر حتى تعقد عليها فتصير زوجة لك، وأما إذا كانت غير راغبة في الزواج منك، فعليك أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين.
واعلم أن ما فيه الخير لك يعلمه الله وحده، قال تعالى: فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
واعلم أن في الصبر ومخالفة الهوى، الخير الكثير والأجر الكبير، قال تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {هود:115}
والله أعلم.