السؤال
سؤالي هو أنني مررت قبل فترة من الزمان بحالة فزع شديدة -والحمد لله تعالى- عافاني ربنا عز وجل منها. وكنت أرى في المنام ما يدل على ذلك، وسمعت صوتا يرد على الشيطان- أعاذنا الله وإياكم منه- بأنك لن تقدر عليها، وبعدها بفترة كثرت المنامات التي يأتي فيها الشيطان ليضايقني وأنا أطرده بذكر الله عز وجل.
المهم وبعدها أصبحت أرى في المنام أنني أسمع مثلا عن أناس سوف يموتون، وأنا أتصرف بالمنام وأقول ما نقوله في الواقع وأسأل عن أمور كلها طبيعية ولا بأس فيها، ويرد على الصوت بالجواب. وهذا تكرر في عدة منامات متسلسلة ومترابطة، فلم أفهم لماذا أرى هذه المنامات وما الفائدة منها حيث لا يعلم هذا الأمور إلا الله ،مع العلم أنني كنت قد سمعت في المنام أن جدتي لم يبق لها وقت كثير وأنها ستموت ومن ثم جدتي الثانية، وفعلا حدث كما رأيت فأخبرت شخصا مقربا مني فقال لي إن عليك تسليطا، وأمرني بمداومة الذكر وأنا متوسطة في الدين حيث لا نحب أن نزكي أنفسنا الله يتقبل منا نحن الفقراء لرحمة الله عز وجل، ولكن لم أفهم ما هو التسليط، وأيضا إذا ساعدت شخصا لله باستمرار ورأيته بصورة شيطان وهو مزعوج منك فهل هذا عمل الشيطان لينفرني من استمرار المساعدة ؟
وبارك الله فيكم، عذرا للإطالة، هل أحدث بمثل هذه المنامات أم أم أتركها وكأنني ما رأيت شيئا ما هو الأصح عوفيتم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها ولا يخبر إلا من يحب. متفق عليه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه. النفث: نفخ لطيف بلا ريق.
أما اطلاعك على بعض الأمور الغيبية المستقبلية.. فإن بعض الناس يطلعهم الله عز وجل على شيء من الغيب عن طريق الرؤيا، وليس في هذا دليل على إيمان صاحبها أو فسقه حتى يكون في واقع حاله كذلك.
وأما تسلط الشيطان فمجالاته كثيرة، كتسلطه بإلقاء الوساوس، وبالأحلام المزعجة، وتزيين المعاصي، وبالمس والسحر.
قال ابن القيم: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس يكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم. والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإننا نجد قلبه متعلقا بشيء كثير الالتفات إليه فتتسلط على قلبه مما فيه من الميل والالتفات.انتهى.
وأما رؤيتك لشخص بصورة شيطان فيحتمل أن يكون هذا من عمل الشيطان، وننصحك بعرض نفسك على أحد المعالجين الشرعيين، وننصحك أيضا بالمحافظة على أذكار النوم وخاصة آية الكرسي بتدبر، فقد ثبت في حديث أبي هريرة الطويل: أن الشخص إذا قرأها حين يأوي إلى فراشه فلن يزال عليه من الله حافظ، ولن يقربه شيطان حتى يصبح. والحديث رواه البخاري وغيره.
كما ننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وعلى أذكار النوم الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنوم على وضوء مع قراءة خواتيم سورة البقرة، والمعوذات...إلخ مع الإكثار من الطاعات، والإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وإزالة المنكرات من البيت -إن وجدت- والابتعاد عن ما يغضب الله.
وأما التحديث بتلك المنامات فإن كان ما ترين مما يكره أو يسوء فلا تخبري به أحداً، أما إذا كانت الرؤيا حسنة فلا تخبري بها إلا من تحبين. كما في الحديث المذكور. وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47801، 5416، 11014.
والله أعلم.