الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سؤال الخاطب أن يتنازل عن مخطوبته

السؤال

أعانكم الله في سبيل خدمة الدين والعباد، مشكلتي معقدة بحيث أني متمكن في دراستي ولكني لم أذق طعم السعادة أبدا، أصبحت كثير الحزن والهم، تصيبني نوبات نفسية تظهر من خلال قلقي الدائم والخوف من المستقبل، أوجاع في البطن والرأس ووخز في القلب، أنام متأخرا في الليل فأنا أتصارع مع النوم حتى أنام، مشكلتي أني أحببت فتاة منذ صغرها وهي أيضا أحبتني، أحببتها لأنها يتيمة الأب وبشوشة، رأيتها زوجتي المستقبلية، لم أخرج معها أبدا بحيث استعملت كل الوسائل الشرعية لتوطيد ذالك الحب من منح الهدايا لها عن طريق وسيط، إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه التقدم لخطبتها عن طريق العائلة، فكانت الصدمة رفض أمها بحجة أنها مازالت صغيرة في السن، فلم أفقد الأمل بل انتظرت حتى تكبر من أجل التقدم لخطبتها مرة أخرى، لكن الكارثة أن أمها كانت تفكر في البداية في شاب من معارفها بحيث كذبت علي أنها صغيرة، فخطبت من ذلك الشاب والفتاة لم تقبله فحزنت كثيرا، وأنا أيضا لم أتحمل ذلك الموقف، فأم الفتاة ضغطت عليها حتى تقبل الزواج من ذلك الشاب ليس لشيء إلا بسبب ماله، مرت بعض السنوات حتى تقبلت الأمر الواقع فتقدمت لخطبة فتاة أخرى، وبالفعل تم ذلك، ولكنني إلى حد اليوم لست مرتاحا تجاهها على الرغم من أخلاقها، ولكنها أقل جمالا من الأولى، فأنا لم أنس اليتيمة أبدا، فكلما قرب عرسي قمت بتأخيره، أنا جد تعس في هذه الحياة، أحس أني مسحور أو أصبت بعين، تلك المشكلة تغير مجرى حياتي، فسؤالي هل ألغي خطوبتي بدون أن يكون ذلك حرام، وأتصل بخطيب الفتاة اليتيمة حتى يفسخ خطوبته ويترك المجال لي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي أن كثرة ما يصيبك من الهم والقلق إنما هو أثر لضعف صلتك بالله، فإن الإيمان الحق بالله يورث السكينة والطمأنينة في القلب ويبعث في النفس التفاؤل والثقة، فعليك بتحصيل أسباب زيادة الإيمان، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 10800، والفتوى رقم: 5904.

أما عن سؤالك، فقد سبق بيان حكم ما يعرف بعلاقة الحب قبل الزواج بين الشباب والفتيات، وأن ذلك غير جائز، وإنما المشروع أن الرجل إذا أعجبته امرأة أن يخطبها من وليها ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، وانظر الفتوى رقم: 30003.

وما دام لم يتيسر لك زواج تلك الفتاة التي كنت ترغب في زواجها، فعليك بإزالة تعلق قلبك بها، وأما عن إلغاء خطبتك، فاعلم أن الخطبة وعد بالزواج، يستحب الوفاء به، ولا يحرم العدول عنه، لكن ما دامت هذه الفتاة التي خطبتها ذات دين وخلق، فإنا ننصحك بإتمام زواجك منها، واحرص على ما ينفعك ولا تلتفت إلى وساوس الشيطان وتوهم نفسك أنك مصاب بسحر أو بعين.

وأما أن تسعى لخطبة الفتاة الأولى، فما دامت قد قبلت بخاطبها، فلا يجوز لك ذلك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك. متفق عليه .

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني