السؤال
عندي مشكلة في حياتي، لا أعرف ما هو حلها، كنت في عمر 32 أو 33 سنه لا أريد أن أتزوج كنت مشغولة ولا أحب المسؤولية، ويأتوني خطاب وأرفض، وعندما قررت الزواج بعد أن أصبح عمري 37 سنة لا يأتيني خطاب أبدا، أريد أن ألتزم بالصلاة، وكلما صليت نقض وضوئي أثناء الوضوء والصلاة بحيث الصلاة أصبحت تأخذ من وقتي الكثير أي كل صلاة تقريبا نصف ساعة، وأصبحت أحس بأنها ثقيلة وأؤجلها وأنا طبيبة، وأريد أن أدرس ولا أعرف السبب، فعندما كنت صغيرة لم أكن أشكو من هذا الشيء، وليس لي مرض معين إنه التهاب القولون العصبي ولا فائدة من علاجه، كلما أريد أن أدرس أمي تتمرض أو أي أحد في البيت أو أي شيء. المهم يذهب وقتي ولا أحس به، ليس فيه بركة، كل يوم أريد أن أقرأ، أقول غدا لأنه مرة عندي مريض بالبيت أو ضيوف أو مشاكل تعرقل خططي. صديقاتي كلهن وفقن في الاختصاص والزواج وأنا الوحيدة كلما أريد الدراسة لا أستطيع ولا الزواج وآخر واحد وافقت على زواجه اتضح أن له ميلا لعقيدة بعض أهل البدع فرفضته أي مشروع مهما كان شيئا بسيطا أخطط له يفشل. مثلا أضع جدولا ليومي في الدراسة، فأجد نفسي أنه فشل الجدول بسبب ظروفي، تعينت بمستشفى خمس سنين لحد الآن موجودة في نفس المستشفى، ولم يتغير شيء عندي، وصديقاتي منهن من تزوجت، ومنهن من اختصت، ومنهن من سافرت، وأنا كلما يسألونني نفس الشيء لم يتغير عندي، أحسست بالملل الشديد.
شيخنا الله يوفقك كنت صغيرة وكانت لي علاقه مع شاب والحمد لله تركته لأنه من طوائف المبتدعة وأكيد أهلي لا يقبلون ولا أنا حاليا أقبل، ولكنه كان يحبني جدا بحيث إنه تزوج من امرأة عفوا لم يستطع أن يتزوجها وطلقها، أتعتقد أنه نفسه علي أم هو سحر أم ماذا ؟ مالذي يحدث عندي؟ فأنا متعبة جدا، وحتى حلاوة الصلاة فقدتها بسبب بطني. فقط عندي حلاوة الدعاء، فأنا عندما أدعو أبكي من كل قلبي، وخصوصا في الليل. ماذا يحدث عندي أسألك بالله ياشيخنا أيحتاج لي علاج أم رقية؟ وكيف بالتفصيل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج عنك الهم، وأن ييسر لك الأمر، وأن يوفقك إلى الزواج من رجل صالح تسعدين به.
ومن أهم ما يمكننا أن نوجهك إليه هو أن تكثري من دعاء الله تعالى، فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}
وأما إعراض الناس عن خطبتك والزواج منك، فربما كان سببه رفضك الخطاب أول الأمر، فإن المرأة التي تفعل مثل هذا قد لا يقبل الرجال على خطبتها خوفا من أن يحرجوا بردها خطبتهم. وعلى كل فإن الأمور مقدرة من الله تعالى، فعليك أن تبذلي الأسباب فتعرضي نفسك على من ترغبين في الزواج منه من الصالحين، أو أن تستعيني في ذلك ببعض صديقاتك. وراجعي الفتوى رقم: 18430.
وبالنسبة لحال ذلك الرجل مع تلك المرأة فلا نستطيع أن نجزم فيه بشيء، وننصحك على كل حال بعدم التفكير في هذا الأمر، فهو مما لا يعنيك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه أحمد وغيره.
كما ننصحك بعدم قبول الزواج من رجل لم يكن معروفا بدينه وصحة معتقده وحسن خلقه، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وبالنسبة للصلاة، فإن كان انتقاض الوضوء أو ظن بطلان الصلاة لمجرد توهم منك، وليس الأمر يقينا ، فلا تلتفتي لأي شكوك بهذا الخصوص، فاليقين لا يزول بالشك كما بينا بالفتوى رقم: 49066.
وإن كان الأمر حقيقة وليس تخيلا فيلزمك إعادة الوضوء والصلاة، ولكن إن كان بك سلس بول أو ريح ونحو ذلك ، فصاحب السلس يتوضا بعد دخول الوقت ويصلي، ولا يضره بعد ذلك ما خرج، وراجعي الفتوى رقم :75317.
إلا إذا كان يعلم أنه سينقطع عنه وقتا يمكنه فيه أن يتوضأ ويصلي الصلاة قبل خروج وقتها، فإنه يجب عليه أن ينتظر ذلك الوقت. وراجعي الفتوى رقم: 9346.
وعليك بالحذر من الانسياق مع الوساوس فقد يترتب عليها من الأمور ما لا تحمد عقباه، ويكفي دليلا على ذلك ما ذكرت من شعورك بثقل الصلاة عليك وتأجيلك لها، وإن كان المقصود بهذا التأجيل إخراج الصلاة عن وقتها فهذا أمر محرم تجب التوبة منه بشروطها.
ولا نستطيع الجزم أيضا بالسبب الذي يجعل مثل هذه الأمور تحدث لك، فقد يكون ذلك مجرد ابتلاء من الله تعالى، وينبغي للمسلم أن يقابل الابتلاء بالصبر ليكفر عنه سيئاته ويرفع له في درجاته، وقد يكون ذلك لأسباب غير عادية من العين أو السحر ونحوهما، وعلاج ذلك في الرقى الشرعية والمحافظة على تلاوة القرآن والأذكار والأدعية النبوية. وانظري الفتوى رقم: 2244. وننصحك أيضا بمراجعة أهل الاختصاص من الأطباء، فقد تكونين مصابة بشيء من الأمراض العضوية أو النفسية.
والله أعلم.