السؤال
أريد أن ألبس الخمارالذي يغطي الوجه، ولكن أحس أن نيتي ليست لله، يعني أغلب رغبتي في لبس الخمار هو أنني أريد حجب أشعة الشمس عن وجهي، لكن أحاول أن أجعلها خالصه لله ولكن لا أعرف كيف؟ صليت الاستخاره ونويت أن أذهب لشراء خمار ولكن لم يتيسر لي الذهاب ولكن سأحاول مرة أخرى، ولكن الشعور بأن عملي هذا ليس لله يؤرقني ويجعلني مترددة في لبس الخمار، ماذا أفعل؟ أرجو منكم النصح، والدعاء لي بالهدايه والصلاح والثبات، إذ غالبا ما تواجه الفتاة صعوبات ومشاكل مع عائلتها عند لبس الخمار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لكِ الهداية وأن يرزقك الصبر والثبات على الحق، ثم اعلمي أن العلماء مختلفون في وجوب ستر المرأة وجهها، والمفتى به عندنا هو الوجوب كما بينّا ذلك في الفتوى رقم: 5224.
فالواجب عليكِ أن تبادري بامتثال أمر الله عز وجل وأن تستري وجهك عن أعين الرجال الأجانب، واجتهدي في تحقيق الإخلاص لله عز وجل وابتغاء مرضاته بذلك فهو أكمل لثوابك وأوفر لأجرك، وإن ضممتِ إلى نية التقرب إلى الله عز وجل نية تحصيل أمر مباح كستر أشعة الشمس عن وجهك فهذا لا يقدح في الإخلاص ولا يحبط العمل، وقد بينّا في الفتوى رقم: 119732، أن فعل العبادة بنية التقرب إلى الله ونية تحصيل أمر مباح لا يبطلها، وإن كان الأكمل والأفضل أن تكون النية ممحضة للقربة والطاعة.
فنصيحتنا لكِ ألا تترددي في ارتداء ما تسترين به وجهك إذ هو واجب عليكِ على الراجح عندنا، ولا تشرع صلاة الاستخارة في مثل هذا، فإن الواجبات يجب امتثالها ولا تصلّى لها صلاة الاستخارة، وانظري الفتوى رقم: 114660.
وعليكِ أن تجتهدي في تحقيق الإخلاص، وأن تبتغي بعملكِ مرضاة ربك راجية ثوابه خائفة من عقابه، وعليكِ أن تتحلي بالصبر في مواجهة ما تلقين من عقبات، واستعيني على ذلك بالدعاء وإدامة اللجوء إلى الله تعالى فإنه تعالى مقلب القلوب.
وفقنا الله وإياكِ لما فيه مرضاته.
والله أعلم.