السؤال
أنا امرأة مطلقة من 3 سنوات بسبب الخيانات المتكررة من طليقي إلى أن وصلت إلى درجة التحرش بالخادمات، وسلكت كل السبل إلى إصلاحه ولكنها كلها باءت بالفشل، ودام زواجنا 14 سنة أنجبت خلالها 3 أبناء و3 بنات، وخلال 3 سنوات تقدم إلى خطبتي رجال كثر مما جعل والدي يطلب من عم أولادي الزواج بي لحرص العم الشديد على مصلحة أبنائي ورفضه لسلوك أخيه المشين، فتزوجت من عم الأولاد رغبة بأولادي وحبهم الشديد له، والسبب الثاني لا أريد فقد حضانة أولادي وبالمقابل أريد رجلا يحكم سلوك أبنائي، وبعد الزواج تمرد ابني الكبير الذي يبلغ الآن من العمر 16 سنة بعد زواجي، وطلب مني أن يذهب إلى بيت أختي ليعيش عندهم فرفضت ذلك، وطلبت منه إما العيش عندي أو الذهاب إلى والده لأني بذلك كنت أتوقع أنه لن يستطيع العيش مع والده وامرأته، ولكن لسوء حظي زوجة والدها على خلاف مع والده، وبدأ والده بتحريض ابني علي وإغرائه بالمال حتى يستطيع سحب حضانته مني، وبدأ يروج الإشاعات ويكذب على ولده، ويبين له أنه الضحية، وأني أنا وعمه تآمرنا عليه وابني صدق ذلك خصوصا أنه بدأ يربط عطف عمهم عليهم حتى يتمكن من الزواج مني، وحاولت مراراً أن أفهمه أنه لرغبة والدي وموافقة منك أقدمت على الزواج ولكن دون جدوى، والآن بدأت أحس ابتعاد ابني عني وأحس أني بدأت أفقده. فماذا أفعل حتى أرجعه إلي خاصة أني أعرف أن ابني يعيش في بيئة ليست صالحة ولا أريد له الضياع فأفيدوني أفادكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت أيتها السائلة عندما استحببت لمشاعر النفور والغضب تجاه سلوك ولدك الخاطئ والتي حملتك على أن تخيريه بينك وبين والده، وكان عليك ألا تفتحي له الباب أصلاً وأنت تعلمين ما تعلمين من سلوك والده وأخلاقه، فما كان لك حينئذ أن تسلمي ولدك إليه لأنك بذلك تفتحين عليه أبواب الفتنة والضياع أكثر وأكثر، وكان عليك أن تأخذيه بالرفق واللين خصوصاً في هذه السن الحرجة.
وإنا لننصحك في هذا الموقف وأمثاله أن ترجعي على نفسك بالمحاسبة، وأن تنظري في علاقتك بربك جل وعلا، فهذا هو دأب المتقين وعادة عباد الله الصالحين، قال بعض السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم.
ولا شك أن ما يصيب العلاقات الأسرية من اضطراب أو فشل أو عقوق من الأبناء فإنما يكون غالباً بسبب الذنوب، يقول ابن الحاج رحمه الله في كتابه المدخل وهو يتحدث عن المعاصي التي يقع فيها الزوجان وما ينتج عنها من الآثار السيئة: لا جرم أن التوفيق بينهما قل أن يقع وإن دامت الألفة بينهما فعلى دخن، وإن قدر بينهما مولود فالغالب عليه إن نشأ العقوق وارتكاب ما لا ينبغي، كل ذلك بسبب ترك مراعاة ما يجب من حق الله تعالى منهما معاً. انتهى.
فحاولي استئلاف قلب ولدك ورده إليك، وأكثري من الدعاء والتضرع إلى الله أن يهديه، وأن يأخذ بناصيته إلى الحق والرشاد، وأن يصرف عنه شياطين الإنس والجن.
وننبهك إلى أن الولد في هذه السن قد بلغ مبلغ الرجال وتجاوز سن الحضانة فبقاؤه معك حينئذ ليس من قبيل الحضانة.
ويرجى مراجعة قسم الاستشارات بالموقع وستجدين عندهم ما يعينك على التعامل مع ولدك.
والله أعلم.