السؤال
لقد كنت مسحورا لفترة طويلة، وتعالجت بالقرآن على يد أحد المشايخ، وما زلت أعاني من السحر حيث إني عند الصلاة يهتز جسدي، وعند قراءة القرآن، وأشعر دائما بالضيق ولكني أتجه إلى الطاعة دائما كي أبرا منه، وعلمت بأن السحر كان من والدي ووالدتي لأنهم تعودوا الذهاب إلى من يعملون هذه الأشياء الهدف منه هو إبقائي تحت السيطرة لأنني تزوجت، وليس معنى هذا أني تركتهم لكن الشيطان لعب بهم وجعلهم يعتقدون أنه يجب أن أكون هكذا حتى يتم السيطرة علي تماما, لقد سحر أيضا زوجتي وأولادي. ماذا علي أن أفعل؟ أنا أعلم أن السحر شرك بالله، فهل علي أن أبر والدي وأودهم وهم على هذا الحال، علما بأني واجهتهم مرة وصارت مشكلة كبيرة أرجو أن تنصحوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين كل حاسد الله يشفيك، وأن يشفي كذلك زوجتك وأولادك. ونوصيك بكثرة الالتجاء إلى الله تعالى ودعائه فهو الشافي، قال تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ. {الأنعام:17}.
وعليك أيضا بالاستمرار في الرقية الشرعية لك ولزوجتك وأولادك والمحافظة على الأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء، فالذكر حصن من الشيطان وكيده.
وأما اتهامك لوالديك بأنهما السبب في هذا السحر فلا يجوز ما لم تكن هنالك بينة، ولو فرضنا أنه قد ثبت أنهما فعلا ذلك فمن حقك مناصحتهما ولكن يجب أن يكون ذلك بالمعروف، وأما رفع الصوت عليهما ونحو ذلك فهو عقوق تجب التوبة منه، كما أن إساءة الوالدين على الولد لا تسقط عنه وجوب برهما والإحسان إليهما، ألا ترى أن الله تعالى أبقى هذا الحق لهما حال كفرهما واجتهادهما في ثني الولد عن الإيمان فقال سبحانه: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا. {لقمان:15}.
والواجب نصح هذين الوالدين إن ثبت أنهما يذهبان إلى السحرة، وقد سبق بيان حكم من يفعل ذلك بالفتوى رقم: 14231.
والله أعلم.