السؤال
لدي قريبة في 15 من العمر، ولديها صديقة في المدرسة غير خلوقة، لديها هاتف خلوي من دون علم أهلها وتتكلم مع الشباب، وقد قامت هذه البنت بإغراء قريبتي بابن عمها على أنه رجل مهذب ويحبها، ويريد الارتباط بها وقد أخبر أهله بذلك، وقريبتي هذه وقعت في هذه المشكلة تعلقت به دون أن تتكلم معه وإنما بنظرات- حسب قولها لي- وأنها تراه عند المدرسة واليوم الذي لا تراه فيه تنزعج، وهي أيضا كانت من المتفوقات في المدرسة إلا أن هذه الصديقة قد أثرت عليها في الدراسة و هي تقبل الآن على المرحلة الثانوية .
بدوري أنا قد جلست معها أكثر من مرة، وقد فهمت أنها تورطت من صديقتها، وأنا لا أعلم هل هي جاهلة أم أنها تكذب؟ وأيضا من خلال الحديث معها اكتشفت أنها تكذب بسبب الخوف، مع أني تركت لها المجال لتحكي و أعطيتها الأمان لكي أستطيع أن أحل المشكلة دون أن يعلم بها إخوتي الأكبر مني سنا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا أن مثل هذه العلاقات بين الشباب والفتيات من أضر الأشياء على دين المرء ودنياه, وأنه يجب قطعها فورا بلا تردد ولا تسويف, وأنه لا تحصل التوبة منها إلا بذلك, وقد بينا ذلك وزيادة عليه في الفتوى رقم: 21582.
فالواجب على هذه الفتاة أن تكف عن علاقتها بهذا الشاب طاعة لله، وسدا لذرائع الشر وأبواب الفتنة والفساد. ثم عليها أن تقطع علاقتها بصديقتها هذه التي كانت سببا في وقوعها في هذه الفتنة, فإن من كان على هذه الشاكلة لا تجوز مصاحبته ولا مرافقته, وقد بينا ذلك في الفتويين التاليتين: 49072 , 24857 .
يبقى بعد ذلك النظر في علاقتك أنت بهذه الفتاة, فإن كنت من محارمها -أي يحرم عليك الزواج منها- فعليك أن تعينها على ذلك، وأن تكثر من نصحها وتذكيرها حتى تتجاوز هذه المحنة, مع محافظتك على سترها وعدم إخبار أحد بذلك إلا في حدود المصلحة الراجحة.
أما إن لم تكن من محارمها فهنا عليك أن تكف عن علاقتك بها فورا, لأن علاقتك بها حينئذ من جنس هذه العلاقة بينها وبين هذا الشاب الأجنبي والتي تنكرها عليها, غاية الأمر أنه يمكنك أن تخبر بهذا بعض أرحامها ممن يستطيع تقويمها وكفها عن هذه العلاقات المحظورة.
والله أعلم.