السؤال
أولاً أحب أن أوجه الشكر للقائمين على الموقع.السؤال في سورة الكهف قصة ذو القرنين قال تعالى: قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكرا. أليس معنى الآية الكريمة أن العبد سوف يعذب في الدنيا والآخرة والله لا يعذب عبدا على ذنب مرتين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا إشكال في الآية، فإن هذا الكلام مقطع من كلام ذي القرنين فهو قد توعد بالقتل من ظلم بالإصرار على الكفر، ثم يرد هذا المصر على الكفر إلى ربه فيعذبه في الآخرة، ومن المعلوم أن الكافر إذا قتل لا يعصمه القتل من عذاب الاخرة. فقد قال تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ. {المائدة:72}. وقال تعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ. {الزخرف:74}.
وأما المسلم فإذا فعل ذنبا يستوجب عقابا شرعيا، فإذا عوقب ذلك العقاب في الدنيا كان ذلك كفارة له ولم يعاقب في الآخرة على الراجح. لحديث الصحيحين: ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له. وراجع الفتوى رقم: 111207.
والله أعلم.