السؤال
من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب. هل هو حديث قدسي؟ و هل تعني كلمة ولي الأولياء الصالحين الذين يتبرك بهم الجهلة و السفهاء أم أنها تعني المؤمن الموالي لله وشريعته؟ و ما معنى آذنته بالحرب؟ و اذا اغتاب الناس شخصا ظاهره الورع و التقوى أو آذنوه بقذفه بتهم باطلة هل ينطبق عليهم معنى هذا الحديث ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه حديث قدسي صحيح رواه البخاري في صحيحه ولفظه: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته. وفي رواية لغير البخاري: من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي.
والمراد بولي الله كما قال الحافظ في الفتح: العالم بالله، المواظب على طاعته، المخلص له في عبادته كما قال الله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. {يونس: 63، 62}.
فكل من كان مؤمناً تقيًا فهو من أولياء الله تعالى، ولا علاقة لولاية الله تعالى لعبده بالشهرة بين الناس أو وضع شارة معينة. كما سبق بيانه في الفتوى: 4445 .
ومعنى آذنته بالحرب أي أعلمته بها، فمن آذى مؤمنا ممن ذكرنا صفتهم بالغيبة أو غيرها من وجوه الأذى فإن الحديث ينطبق عليه، وعليه أن يستعد لما لا قبل له به من غضب الله تعالى وعقابه إن لم يبادر بالتوبة.
والله أعلم .