السؤال
ما الفرق بين أيام معدودة ومعدودات الموجودة فى سورة البقرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الرازي في تفسيره عند قوله تعالى في البقرة: إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً. {البقرة:80}.
قال : ذكر ههنا: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة. وفي آل عمران : إلا أياما معدودات. ولقائل أن يقول : لم كانت الأولى معدودة والثانية معدودات والموصوف في المكانين موصوف واحد وهو أياما ؟
والجواب : أن الاسم إن كان مذكرا فالأصل في صفة جمعه التاء. يقال : كوز وكيزان مكسورة، وثياب مقطوعة. وإن كان مؤنثا كان الأصل في صفة جمعه الألف والتاء ، يقال : جرة وجرار مكسورات، وخابية وخوابي مكسورات. إلا أنه قد يوجد الجمع بالألف والتاء فيما واحده مذكر في بعض الصور نادرا نحو حمام وحمامات وجمل سبطر وسبطرات وعلى هذا ورد قوله تعالى : فى أيام معدودات. و فى أيام معلومـات؟ فالله تعالى تكلم في سورة البقرة بما هو الأصل وهو قوله : أياما معدودة. وفي آل عمران بما هو الفرع. اهـ
وقال السيوطي في الاتقان: قوله تعالى: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة. وفي آل عمران معدودات. قال ابن جماعة: لأن قائل ذلك فرقتان من اليهود إحداهما قالت إنما نعذب بالنار سبعة أيام عدد أيام الدنيا، والأخرى قالت: إنما نعذب أربعين عدة أيام عبادة آبائهم العجل. فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية حيث عبر بجمع الكثرة، وآل عمران بالفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة. اهـ
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني