السؤال
نحن أبناء لـ أب، الأب كان عاصيا لأمر الله، يشرب الخمر ولا يهتم بنا إطلاقاً في طفولتنا ولم يربنا، بل على العكس المشاهد التي كنا نراها ونحن أطفال أثّرت في نفسياتنا وجعلت منا ذوي حالات اكتئاب في المراهقة والشباب, وحتى أمراض عضوية. أستطيع أن أقول أنه يتسبب لي بمعاناتي التي جعلتني غير سويةً في الحياة وبسببه أصبت بمرض نفسي أدخلني في متاهات أذوق منها الويل والمرارة في الحين واللحظة كل يوم، وأمي أيضاً وهي في نهاية الأربعينات تعاني من عصبية وظروف نفسية هو سببها. كان سيئا جداً معنا ومع والدتنا وكان يخيفنا بمشاهده التي كان يفعلها وهو سكران في الليل والصباح, اليوم صرنا كبارا وهو لم يعد يشرب الخمر ولكنه لا يزال بعيدا عنا حيث إنه تزوج من أخرى ويعيش معها ويزورنا باليوم ساعة أو ساعتين, هو يحاول الآن أن يتودد ويتقرب إلينا بشتى الوسائل، نحن لا نحبه ونكرهه ونبغضه جداً لأن ما علق في أذهاننا مذ كنا أطفالاً لم يمح من الذاكرة ويؤثر كثيراً فينا حتى الآن، يعني لا نستطيع أن نحبه ولا نقدر أن نشعر به كأب لنا، ولكن في نفس الوقت نحن لا نسيء التعامل معه ونحترمه ونجله ونقدره أمامنا. ولكن كل ذلك تمثيل وليس من القلب، إنما مرضاة لله عز وجل، فإننا نقسو على قلوبنا كي نكون بارين به ولا نكون وقحين معه. القضية الأهم : هو أننا في غيابه تخرج منا شتائم عليه نشتمه في حديثنا حينما نتحدث دون قصد -في غيابه وليس في حضوره- لم نشعره مرةً أننا نكرهه ولكن في غيابه لا نستطيع أن نذكره بخير أبداً ،وكثيراً ما تصدر منا شتائم له. فهل يحاسبنا الله على كرهنا له بالرغم من أننا نشعره أننا لسنا كذلك؟ وهل يقع علينا إثم لأننا نشتمه أحياناً دون قصد، خاصةً وأن إحدى أخواتي رأته في نومها جالس عندنا في البيت وأنه يحتضر ورأت نفسها تركض إليه وتصرخ وتقول :سامحني يا أبي كنا نشتمك؟
فما رأيكم؟ لا أريد تفسيرا للحلم طبعاً إنما ذكرته كشاهد وكتتمة للحديث.