السؤال
كثيرا ما قرأنا في فتاويكم: أن الوعد لا يلزم الواعد الوفاء به ما لم يكن يمينا حلف به جزما، أفلا يتعارض هذا مع قوله تعالى: يوفون بالعهد؟ وقوله صلى الله عليه وسلم: أن خلف العهود شعبة من شعب النفاق؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نقلنا في عدة فتاوى سابقة خلاف العلماء في وجوب الوفاء بالوعد، فالجمهور يقولون باستحبابه، وبعض الفقهاء من المالكية ومعهم ابن شبرمة والحسن وابن راهويه وابن الأشوع وعمر بن عبد العزيز: يقولون بوجوبه. وقد قوى هذا القول السخاوي في كتابه التماس السعد في الوفاء بالوعد، وقد استدل الموجبون بحديث الصحيحين والوارد في النفاق العملي وببعض الآيات الواردة في الوفاء بالوعد والنصوص المرهبة من الغدر، وفرق بعضهم بين من عزم على الوفاء فعرض ما يمنع الوفاء، فلا يأثم إذا عجز، وبين من وعد بنية الإخلاف، كما أن فريقا من المحققين يرون أن الوفاء به واجب حيث دخل الموعود في التزام بسببه، كمن قال لمن يريد الزواج تزوج وسأساعدك في المهر فتزوج فإنه يجب عليه الوفاء له بما وعد وهذه الحالة لا يجوز التخلف عن الوفاء عندها فيما نرى، ونرجو أن تراجع كلامهم في فتح الباري، وفي الإحياء للغزالي، وفي إعلام الموقعين لابن القيم، وإغاثة اللهفان لابن القيم أيضا.
والله أعلم.